إلى فدائية
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قالت وجال بحدقتيها | الحزن .. واحتبس البكاءْْ |
وتقلص الوجه الجميل | فلا دماء.. و لا رواءْ |
وتناثر الشعر المعربد | حيثما انطلق الهواءْ |
أنا من أكون؟.. وهذه | الأقدار تفعل ما تشاء |
أ أسيرة تلقى الحياة | ولا معين ولا رجاء |
قوْمي .. ومن قوْمي سوى | الأشلاء ينثرها الفناء |
وزنود إخواني يكبلها | المعوق .. والعياء |
والأرض والشرف الرفيع | جميعها صارت طلاءْ |
يتمرغ الدخلاء في | بيتي ويؤويني الخلاء |
وقنابل النابلم تقصف | في المدائن كالقضاء |
ونصيح كالجرذان | مذعورين يا رب السماء |
ادفع عن الضعفاء | والأنضاء أسباب البلاء |
ونظل نحلم بالثواب | وبالحياة بلا عناء |
ونظل نحلم أن تباركنا | السما.. يا للغباء |
حقا بأن الله يملك | أن يقرر ما يشاء |
لكنه لا يمنح الجبناء | أسباب البقاء |
فالمؤمن الأقوى أحب | لربه يوم اللقاء |
من ذلك الرعديد | لا عزمٌ لديه ولا مضاء |
والشعب مزقه التآمر | والصياح والادعاء |
وزعيق أبواق الدعاية | سممت صافي الهواء |
فاليوم أخبار الصباح | تجيل في النفس العزاء |
وغدا بأسطر نشرة | الأخبار ينتعش المساء |
ومن الصباح إلى المسا | ومن الصياح إلى البكاء |
شحبت وجوه الصامدين | المجهدين من العناء |
كفر الذين تحركوا | يومًا ليندفع الفداء |
فلتسمعي يا حلوة | النبرات أصوات الوفاء |
وضنينةٌ فيما يراوح | مسمعيك بلا انتهاء |
المرجفون يساومون | على الفداء بلا حياء |
ومهرجون تقيؤوا المدح | الكذوب لمن أفاء |
إن جاء يسبقه الثنا | أو عاد شيعه الدعاء |
وجباههم من طول ما | سجدت تهيم بالانحناء |
تهوي بهم كفٌّ مهددةٌ | ويركلهم حذاء |
وشعارهم لا عرف | لا أخلاق إلا ما يشاء |
فهو الذي يهب الحياة، | ويمنح الأرض النماء |
ويقسم الأرزاق والأعمار | بينهمُ سواء |
والله مما يدّعون | وينسبون له براء |
وتذكري خوفي عليك | تذكري هذا النداء |
ما يمحق اسرائيل | ليس هو التفجع والبكاء |
ليس البلاغة في الحديث | وليس في لعق الحذاء |
بل ثورة الفقراء | فالفقراء هم درع السماء |