الطلاق مرتين
ذات ليلة وقد قامت الحرب على ساق ، ألقيتُ في أمسيةٍ شعريةٍ هذه الشاخصة : | |
عليّ الطلاقْ | |
لأستثنينّ من جبناء العروبةِ | |
شعبَ العراقْ | |
وفي الليلة التالية سقطت - بل أسقطت - بغداد ، وكان لابد لبعض من حضر الأمسية أمس أن يعرّض مازحاً بأن الطلاق قد وقع ، فقلت في أصبوحةٍ شعريةٍ تلت ذلك : | |
عليّ الطلاقْ | |
طلاقاً يضافُ لذاك الطلاقْ | |
وإن كان ما كانَ ، أو خان من خانَ | |
فلن أدَعَنّّ لساني | |
ولا خلجاتِ جَناني ، ولا مفرداتِ بياني | |
تعبِّر يوماً بلفظ ( وداعاً ) لشعب العراقْ | |
لأني رأيت الهلالَ | |
يكون هلالاً ، فيكبُر ، يكبُرُ | |
حتى تشعَّ السماوات والأرض منه | |
سناً وائتلاقْ | |
فينجُمُ حِقد صغار النجوم اللواتي طُمِسْنَ | |
و حقدُ كُدوس الظلام الألى قد كُنِسْنَ | |
و حقدُ وحوش ٍ يَحولُ ضياءُ الحقيقةِ ما بينهن ومن يَفترسنَ | |
و يبتلعُ الحوتُ بدرَ التمام | |
ب (صك اتفاقْ ) ! | |
............... | |
وإذ ذاك | |
تخرج أطفالُ كلِّ الحواري لهُ | |
بالأناشيد و القرقعاتِ | |
فلا يلبثُ الخسفُ أن يتولّى | |
و لا يبطئ البدر أن يتجلّى | |
و يرجع بدراً تماماً بُعَيْدَ المِحاقْ | |
*** *** | |
فأبشر عراقْ | |
ففي الليلِ كلُّ الأنام ينامْ | |
و فيه تُهَوِّمُ كلُّ الهوامْ | |
و لا ريبَ أن هنالكَ فجراً | |
يُلوِّحُ من خَلْفِ غيم الشِّقاقْ | |
بوَشْكِ انشقاقْ | |
و إنّا وإن أطبق الليلُ ، أو دمدَمَ السيْلُ | |
أو زمجرَ الويلُ ، أو كَبَتِ الخيلُ | |
إنّا وإياكَ باق ٍ لِباقْ | |
و ذلك ليس لأنّا .. و أنّا .. و أنّا ... | |
و لكن : | |
لأنك أنت العراقْ . |