أرشيف الشعر العربي

الطلاق مرتين

الطلاق مرتين

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

ذات ليلة وقد قامت الحرب على ساق ، ألقيتُ في أمسيةٍ شعريةٍ هذه الشاخصة :

عليّ الطلاقْ

لأستثنينّ من جبناء العروبةِ

شعبَ العراقْ

وفي الليلة التالية سقطت - بل أسقطت - بغداد ، وكان لابد لبعض من حضر الأمسية أمس أن يعرّض مازحاً بأن الطلاق قد وقع ، فقلت في أصبوحةٍ شعريةٍ تلت ذلك :

عليّ الطلاقْ

طلاقاً يضافُ لذاك الطلاقْ

وإن كان ما كانَ ، أو خان من خانَ

فلن أدَعَنّّ لساني

ولا خلجاتِ جَناني ، ولا مفرداتِ بياني

تعبِّر يوماً بلفظ ( وداعاً ) لشعب العراقْ

لأني رأيت الهلالَ

يكون هلالاً ، فيكبُر ، يكبُرُ

حتى تشعَّ السماوات والأرض منه

سناً وائتلاقْ

فينجُمُ حِقد صغار النجوم اللواتي طُمِسْنَ

و حقدُ كُدوس الظلام الألى قد كُنِسْنَ

و حقدُ وحوش ٍ يَحولُ ضياءُ الحقيقةِ ما بينهن ومن يَفترسنَ

و يبتلعُ الحوتُ بدرَ التمام

ب (صك اتفاقْ ) !

...............

وإذ ذاك

تخرج أطفالُ كلِّ الحواري لهُ

بالأناشيد و القرقعاتِ

فلا يلبثُ الخسفُ أن يتولّى

و لا يبطئ البدر أن يتجلّى

و يرجع بدراً تماماً بُعَيْدَ المِحاقْ

*** ***

فأبشر عراقْ

ففي الليلِ كلُّ الأنام ينامْ

و فيه تُهَوِّمُ كلُّ الهوامْ

و لا ريبَ أن هنالكَ فجراً

يُلوِّحُ من خَلْفِ غيم الشِّقاقْ

بوَشْكِ انشقاقْ

و إنّا وإن أطبق الليلُ ، أو دمدَمَ السيْلُ

أو زمجرَ الويلُ ، أو كَبَتِ الخيلُ

إنّا وإياكَ باق ٍ لِباقْ

و ذلك ليس لأنّا .. و أنّا .. و أنّا ...

و لكن :

لأنك أنت العراقْ .

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إبراهيم الأسود) .

لا جرَم

شاخصة ( لولا الذل)

شاخصة (ناموسنا)

سبقنا الأنام

شاخصة ( حيث ألقت)


روائع الشيخ عبدالكريم خضير