الرماد أمامك
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
الرماد أمامك.. | والبحر خلفك.. | فاترك - لمن خلعوك- الخلافة | هذا زمان لدهماء هذا الزمان | يعيثون فيه فسادا | ويرجون منه امتدادا | ويحيون... | يرتكبون صنوف الخطايا | وفي طيشهم يوغلون | فلا يستدير إليهم أحد! | الرماد يسود.. | تقدم... | وكن واحدا لا نصيب له | في الرهان | ولا شوكة تستفز, | وإلا... | فأنت الحصاة التي تفسد الزيت | في آلة الناهبين, | وأنت البلاء المسلط, | أنت الدمار المسيطر | حاذر | فرأسك أول ما سيطير | إن ارتفع الرأس عن شبره المفترض | أو تجاوز أبعد من كتف القانص | المعترض | أو تأمل بعضا من اللوحة المدهشة | مشهدا, | مشهدا, | كازدحام الأفق.. | بالجياع الذين يبيعون أعمارهم | لاقتناء رصاصة | والصغار الذين يسيرون تحت النعوش | لكي يكبروا في القبور | والشيوخ الذين يؤهلهم عجزهم | لابتلاع المرارة | وتهوي الأوابد عبر المفاوز | وهي تنقب عن طلل في الرمال | هنالك.. | تصبح عولمة الفاتحين شظايا | وبعض زجاج تهشم | فوق الرؤوس المليئة بالكبر | لاتمتلك الآن غير الخشوع | لسيدها الموت | يدفعها في اتجاه العناد | وفي لوثة الكبرياء | لعل الجراح يرممها الثأر | والثأر نار بغير انتهاء! | *** | الرماد انطلق.. | هل تطيق لصهيون هيمنة لاترد! | وهل تتنازل عن قدس أقداسك | المستباحة؟ | هل يطمعونك حتى تكون شريكا | وأنت الذي يتحلق حولك | كل الذين يرونك خيط الرجاء | إلي وطن مستباح | وأرض | وخاتمة ــ حرة ــ للمطاف؟ | هل تخون دمك؟! | إنه وطن ساكن في شرايين قلبك | ملتصق في وتينك | مشتعل في رؤياك | ومخضوضل في جبينك | مرتسم في يقينك | منطلق في جناحيك | محتشد في قرارة ذاتك | مستمسك بالضلوع! | فانطلق.. | لا رجوع! | *** | ولا حائط غير جلدي | ومتكأ غير مائك | مسرجة غير وجهك | أنت الرفيق الذي لايخون | وأنت المعين الذي لا يضيق | وأنت الدليل الذي لا يضل | وأنت الزمان القديم الجديد | الزمان الذي ليس عنه بديل! | فلتطل هجمات الرماد القبيح | وليضع مرة واحدة | مابدا واهنا من رجاء شحيح | وليفز بالغنيمة من يهرعون | ومن يؤجرون | ومن يهتفون.. | لايهم! | وحدك الآن.. | تبقي مدى الدهر | أنت الحقيقي, | أنت الصحيح | وأنت الجميل الجليل! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فاروق شوشة) .