القصيدة والرعد
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كان بين القصيدة والرعد ثأر قديم | كلما نزفت بوحها | لاحقتها سنابكه بالغبار الرجيم | فتهاوت على درَج الأرجوانِ | مضمخة بالأسى العبقري, | ودافنة همَّها في انعقاد الغيوم | القصيدة, باكية, تستجير | وللرعد مطرقة وزئيرٌ | ودمدمةٌ, | وفضاء حميم | وانتشاء يخامر كل الذين يطلّون من شاهق | الكون, | يمتلكون المدى والتخوم | القصيدة ها.. تتناثر كالذرِّ | سابحة في هَيُولَى السديم | تتفتق ذائبة في عروق الحجارةِ | في غرْين النهر, | في جذع صبارةٍ.. | شوكها من حروف الشقاء النظيم | ثم ترتاح من وحشة في العراء | ومن شجن في الدماء, | فتأوي إلى الليل, | ساكبة دمعها | في عيون النجوم! | القصيدة, شاخصة تتساءلُ | وهي تطل على الكون | أيَّ بلاء عظيم! | ترصّدني الرعد | حتى انطفأت | وأوشكت أذبلُ | أوشكت أرحلُ | رعد يباغتني | قلت : خيرٌ سيأتي | ودنيا ستمطر.. | لكنه انجاب .. رعد عقيم! | هل أجاريه قعقعةً? | الوجود ضجيج.. | له لغة من رماد المداخن | والأفق كابٍ دميم | فجأة, | مثل ومض الشهاب | ووقع النبوءة في القلب, | ها, | يتكشَّف لي بارق.. لا يريمْ! | لا تخافي من الرعد, | وانطلقي بالغناء, | الغناء الذي يتخلَّل هذا السديم | لا تخافي من الرعد , لا | إنه زمن عابر | والقصيدة فاتحةٌ.. | وزمان مقيمْ! | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فاروق شوشة) .