الجواد والريح
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مهشمة كانت الذاكره | وبيت المشيمة عند المخاض.. غدا مقبره | وقابلة الليل قد حاصرتها | يدُ الريح.. في الظلمة الممطره | وحدَّثتُ عرافة الغاب.. | أين طقوس الولادة..? | .. باب المذابح. ما ضمخته دماء الكباش الجميله | أين بساط الولائم?.. | ... وانطفأت.. أعين المجمره | على عتبات المدينة | طنَّ السكون.. وفاح كلام الظلام.. | .. العصور الجديدة تولد | تبرح بوابة الدير.. عرافة الغاب | تنزل من جبل الصمتْ | وتشعل في الليل كل القناديل | تفرش بالضوء كل العشايا | يقوم الضحايا | ملابسهم أرجوان.. وأعينهم تتحدى الرزايا | تقول النبوءة: | يأتي على فرس أدْهمٍ | يسبق الضوء.. | يخترق الريح.. | يدَّرعُ الليل | يفتح بوابة العصر.. | ينسج وجه الهويه | ينزع جلد المرابين | يكنس قشر الكلام.. يغني | تصادره الشمس | ثم يصادر هودجها الذهبيَّ | ويجدل من شعرها مقصله | ويفتح أبوابنا المقفله | لمحتك في زَبدِ النار ياقوتة | رضعَتْ من حليب الشموس.. | ارتوت من رحيق الحضارات | .. واتّكأت في جبين الزمان... | اللصوص اختفوا تحت شباكها | ثم مدوا على عجل | .. سُلَّمات الصعود | فجرِّد حسامك.. | كل الحوارات أطروحة لم تتم | وسفسطة ما تزال | وكل الطواغيت مشغولة بالطواغيت | واللابسون رداء الكهانات | كالبوم... فوق طلول الزمن!! | وقد حمحمت في البحار السفن | دعيني | فللبحر.. رائحة منعشه | وقد حمحمت سفني للرحيل | وصفقت الريح في الأشرعه | فهذي المدينة تأكل أبناءها | ثم تنسَلُّ.. | تقبع في الظلمة الموحشه | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محيي الدين فارس) .