جرس أطارده فيجرحني الرنين |
صدى يسافر في يدّي |
غمامة تدنو وأخرى تهربُ |
وأنا أهرول في سهوب العمر |
أبحث عن جراحاتي التي انهمرت هنا |
بالأمس منّي هل رعاها الأنبياء |
فبرعت مزهوّة |
أم أنها طارت إلى آفاقها تتلهّبُ |
ويسيل لحن من فمي |
فإذا البروق تدغدغ الأرض المريضة |
تمسح الأعشاب والأهدابَ |
والشجرُ المضرّج بالصبابة.. يطربُ |
وإذا الطبيعة كلها سرّ يكاشفني |
فأبصر في مراياها الحميمة طفلة عصماء |
تسقيني الحنان فأشربُ |
وأصير طفلا يستجيب للغوها |
ويضيع في أحداقها الخضراء |
يا ليت الطفولة سحرها لا يذهبُ |
آهٍ ! على جرس توغّل في الضباب |
فلا يعود سوى زفرات ناي نازف |
أمطاره لا تتعبُ |
أشدو .. أصلّي فالعناصر كلها تتأهّبُ |
شوق النواميس استبدّ |
ولألأت أسطورة قد مسّها الإغواء |
فالكون استوى أيقونة من فضة |
وأنا أنت نسيح في تاريخها |
ماذا؟ وروحانا توحّدتا بها |
هل تبصرين قصيدة |
في مهرجان سطوعها تتوثّبُ؟ |
يا حبُّ يا جمر الكلام أعد.. أعد ما تكتبُ ! |
-2- |
من أين حنجرة بزغت على الوجود |
موقّعا تاريخك الشبقيّ |
يا وجعا سماويا ويا شفقا مذاب ؟ |
هل كنتَ في رحم السدائم |
ثم إذ خنّت إليك الأرض بعد سقوطها |
في دورة الأشياء مزّقت الحجاب |
وهرقت عشقك أنجما وحمائما |
تنساب في غبش أنجما الضباب ؟ |
يا أيها الجرح الإلهي اشتعل |
وخذ الخطاب |
أنت الندى.. أنت المدى |
أنت البداءة أنت.. أنت أنا |
وأنت قصيدتي تجتاح هذا البرزخ المهجور |
تخترق السراب |
وتفيض ملء حقولنا الجدباء |
عيدا من سحاب |
جرس.. هو النبض السديميّ البعيد |
هو الهوى الكونيّ وهو المعجزات الألف |
تزهر في كتاب |
يا أيها السارون في عمه الدجى |
سيروا على إيقاع هذا الحرف |
وانتصروا .. لكم سهري شهاب |
برق هو الصوفيّ.. واللغة النبيّة |
وابل يغشى اليباب ! |