يممتُ شطرك فاستعدت توازنى |
و نزلت بحرك فانتشلت كوامنى |
يا سرّ وعدى و اقتدار تكونّى |
انى زرعت الدرب نجما ً راقصا |
و فرشت بالغيم المعتق مسكنى |
و سقفت بابى مرمرا و لالئا |
زيّنته بالبرق لما زارنى |
فادخل سلاما آمنا و مؤمنا |
فيض المكارم فوق صدرك ضمّنى |
قدر الزمان امام عرشك ينحنى |
ولقد فقدت الوقت لما شدّنى |
قدرى |
و قد تاهت دماى |
توترت رئتاى |
و العصب اكتوى |
مذ طاش سهمك فى الفضاء |
و صابنى |
لكننى لما اتى برد الحياة و لفّنى |
احسست بعدك أننى |
شىء تحدّاه العدم |
فسكبت عمرى فى انتظارك قائما |
ورويت أوتار الليالى بالنغم |
و كتبت فى صدر الزمان قصيدتى |
لوّنتها بالعشق فالجرح التأم |
ها أنت تحلم و الربيع سينقضى |
و الصبر يجلس فوق صدرك كالهرم |
لكنها قد عاتبتنى برهة |
وأنا غرست البحر نخلة حبِّها.. |
ومشيت كالطاؤوس مختالا بها |
وكأننى ملك الوجود |
على حديقة قصرها |
قد كان ضوء الصبح شعلة شمسها |
قد صار كل الكون فى كفّى لها |
!!! |
و تغيب حينا ثم تسأل |
عن هواى بنظرتين و تستكين .. |
ها أنت ترفل فى ثياب العاشقين |
و تطوف بالنجمات حولى من سنين |
شىء تخبؤه العيون فيستبين |
شىء يصفق كالرنين |
شىء جديد فى السطور |
شىء وقور |
شئ بخاطرتى يمور |
!!! |
ورمت بنظرتها الاخيرة |
ثم غاب الوعى عنّى |
و مضيت وحدى فى ظلام الغيب |
أقتات التمنى |
بين الدهاليز ارتماء |
و الذهول يحوم بينى |
شىء يدور يلف يسرع |
يستعيد الصحو منّى |
لكننى لما أفقت وجدت قلبى |
فى يديها |
قد كان قلبى |
قبل تاريخ الولادة فى يديها |
اتسألين عن الهوى عندى |
وعن شىء جديد فى السطور |
وهواك عندى نجمة |
فى كل ناصية تدور |
وأنا بحبك يا ابنة الوطن |
الموشح فى السماء |
صخر و غابات و ماء |
و أنا بحبك سوف انهض سيّدا |
متحديا زيف البشر .. |
فعلى غصونك تستظل بلابلى |
وعلى رصيفك استريح من السفر |
وعلى حقولك قد غدوت مصفقا |
ومهاجرا نحو القمر |
كالطفل ارقد فى حماك |
أذوب فى دفء السحر |
ياليل لاتمضى فنجمى |
فى سمائك قد ظهر |
ومضيت انتظر الضحى |
وغفوت أحلم بالمطر |
وأذوب فى ليل البريق .. |
يومان يلتهبان فى رأسى |
فأفتقد الطريق |
يومان وحدى كالغريق |
والموت والليل الغريب |
على جياد الصبر |
يحترقان فى ابد من الصمت العميق |
أنا لست اكذب حين اشهد |
من أكون ... |
طفلا تسربل بالهوى |
وهوىً تشبّع بالجنون |
يا قلعة السحر الجميل |
و رونق البيت الحنون |
دوما سأبقى عاشقا |
و متيما عبر القرون |
و أظل أهتف شاعرا |
إما الحياة على هواك |
أو المنون. |