أرشيف الشعر العربي

تساؤلات...

تساؤلات...

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

نظرَ إلى الأفقِ.. طويلاً

ياه.. منذ متى لمْ يتملَّ هذه الزرقةَ الصافيةَ

منذُ كمْ وهو منسيٌّ في هذا الشقِّ الأرضيِّ.. كقطرةِ مطرٍ

من أجلِ أنْ يورقَ - ذاتَ ربيع -

عُشْبُ الانتظارِ

في الدربِ المُؤدِّي إلى كلمةِ: سلام

*

أصغى إلى زقزقةِ النسغِ

وهو يتصاعدُ من أعماقِ الأرضِ إلى حَنْجَرَةِ شجرةِ

ياه.. منذُ متى سرقتِ الشوارعُ من جيبِ قميصِ طفولتهِ.. الغابات

فنسيَ نبضَ الغُصُونِ في دمهِ

وانشغلَ بالضجيجِ المتصاعدِ، من كلِّ شيءٍ:

من ملعقةِ الطعامِ.. حتى مكيّفةِ الهواء ..

آه…

مَنْ يُعِيدُ للعالمِ غاباتهِ التي… ابتلعتها معاملُ المدينةِ..

نظرتُ إلى شَعرها الطويلِ.. طويلاً

وتذكّرتُ شلّالاتِ بلادي

تتساقطُ على دفاتري قصائدَ حبٍّ

ورأيتُ الأنهارَ تفيضُ على يديَّ

بساتينَ فرحٍ، وسوابيطَ ضوءٍ

ياهٍ.. منذ متى لمْ أقفْ على جسرِ الكوفة

لأرى ظلالَ شَعرها الطويلِ

تتماوجُ على صفحةِ النهرِ

وظلالَ بيتنا القديمِ

تتماوجُ على مرايا ذكرياتي

*

نظرتُ إلى الأفقِ… ثانيةً

ما زالَ فضاؤه اللامتناهي

يفيضُ زرقةً هادرةً

رغم سحابةِ دُخانٍ أبيض

كانتْ تَشُقُّ السماءَ نصفين:

أوشكَ نصفُها الأولُ أنْ يميلَ إلى الغروبِ

تجرّهُ سلاسلُ ظلامٍ خفيَّة

وتراءى من بعيدٍ قرصُ الشمس، مُعلّقاً بسِنَّارةِ الغَسَقِ

فاصطبغَ الأفقُ بدمهِ المطلولِ...

أمّا النصفُ الثاني فما زالَ يَنْبسِطُ........

بكلِّ عذوبةِ صيفِ الساعةِ السابعةِ عصراً

بعد دقائق

اختفى خيطُ الدُخانِ الأبيض

وعادتْ صفحتا السماءِ المشقوقة... للإلتئام

ولكنَّ الظلامَ بدأ يتسرَّبُ رُوَيْداً، رُوَيْداً

بعد قليلٍ ستتصاعدُ قنابلُ التنويرِ...

بعد قليلٍ ستتكاثفُ نظراتنا {الوجلة} إلى الأفقِ

لنَنظُرَ معاً عمّا سينجابُ ظلامُ المساء الطويل

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

محاولـة

بورتريه

رحيــل

رقيب داخلي

مشاكسـة