"ازيحي الحجابَ عن قلبِكِ |
يتجلَّ لكِ قلبي.." |
- جلال الدين الرومي - |
. |
. |
. |
تأخّرَ البريدُ هذا الصباح |
وظلَّ قلبي مُعلّقاً بين القنابلِ، وغبارِ العجلةِ - الأملِ - ذاتِ المحرّكِ القديم |
ما الذي سيأتي؟ |
غبارُ شَعركِ يتناثرُ عبرَ هذهِ المفازاتِ الشاسعةِ |
مستصحباً معه أسرابَ الحَمَامِ الزاجلِ وقطعانَ النجومِ |
ورسائل الأصدقاءِ تأتي متقطّعةً.. |
وروحي يحاصرها الحنينُ والشظايا.. |
كمْ قنبلةً عليكَ أنْ تُحصِي |
لتقولَ: انتهتِ الحربُ |
وكمْ زهرةً عليكَ أنْ تقطفَ |
لتقول: يا للربيع |
يا قلبي، |
يا مدينة بلا عصافير |
كمْ تحتاجُ من الكلماتِ لتقول لها: كمْ أُحِبُّكِ |
كمْ من الأحزانِ عليك أنْ تعتصرَ |
من أجلِ خَلْقِ قصيدةِ فرح.. |
* |
أيّتُها الحربُ |
{يا رحمَ الحياةِ المتورّمَ} |
زرعنا في أحشائِكِ كلَّ شيءٍ: |
طفولاتِنا، وأمنياتِنا، وقصائدَنا، ومخاوفَنا، وأعمارَنا القلقة. |
من أجلِ أنْ تنجبي - ذات صباح مندّى - |
طفلَ السلام القادم |
* |
أنتِ، على بُعْدِ ساعي بريد كهلٍ، من فرحي |
ياه.. كمْ أنتِ بعيدة إذنْ؟ |
ما الذي أخَّرَ حنينكِ عَنِّي |
قلتُ: رُبَّما ساعي البريد |
وجاءَ |
رُبَّما أزيزُ الرصاصِ |
وهدأَ الآن كلُّ شيء.. |
رُبَّما... |
…………… |
مضيتُ أبحثُ عن شموعٍ وحنينٍ يليقُ بكِ |
حجزتُ القطاراتِ والمحطّاتِ وظلالَ الشجرِ |
قلّبتُ كلَّ بطاقاتِ العالمِ بحثاً عن اسمكِ |
آهٍ... |
ما أطولَ صبري |
وما أَضيَقَ القلبَ |
وما أبعدكِ عَنِّي هذه الليلة… |