زاحفاً فوقَ عُشْبِ الحديقةِ |
ممتلئاً بالندى، والغُصُونِ الخفيضةِ، والكركراتْ |
أراهُ يُحدِّقُ – مرتبكاً – في وجُوهِ الضيوفِ الغريبةِ |
منحشراً قربَ "شيماء" تلك اللعينة في اللعبِ |
أو جالساً فوقَ حضني.. |
وكعادتهِ.. سيمصُّ بإبهامهِ.. عَبَثاً ما تحذّرهُ أمُّهُ |
ولكنَّه! حينَ يَضجَرُ من عالمِ الجالسين الأنيقين، |
والغرفةِ الجامدةْ |
سوفَ يصحبُ "شيماء" للعبِ.. في أَيِّما لعبةٍ |
أو سيزحفُ ثانيةً للحديقةِ.. |
يقطعُ بعضَ الزهورِ.. |
وينثُرُها عابثاً.. في الطريقْ! |
* |
وحينَ يراني.. بمكتبتي |
غير ملتفتٍ نحوه |
غارقاً بالقراءةِ، |
أو بالتأمُّلِ في عالمٍ من ضبابْ |
سيسحبُ – يا للمشاكس – منِّي الكتابْ |
ويدعونني للعبْ! |
* |
كركراتُ الطفولةِ ملءُ فمي.. إذْ أراهُ يُكركرُ |
يرنو إلى قِطَّةِ البيتِ.. |
والقِطَّةُ المستفزّةُ ترنو إليه |
وبينهما عالمٌ من تحدٍّ لذيذٍ، وخوفٍ قديمْ |
وبعضُ المسافةِ، للاشتباكْ |
يراقبها حذراً..! |
وتراقبهُ خشيةً للوثوبْ |
يهمهمُ..! ماذا يقولُ "مهند" في هذه اللحظةِ الحاسمةْ!؟ |
يهشُّ إليها.. فتلمعُ – في لحظةِ الخوفِ – أحداقُها.. |
وتموءُ... |
فيبكي من الخوفِ! |
- ماذا!..، أيهرُبُ من قِطَّةٍ!؟ |
ولكنَّهُ يتشجّعُ حين يرانا نراقبهُ… |
يَتَقَدَّمُ، مُحتدِماً نحوَها – |
صارخاً... |
فتفرُّ من البيتِ مذعورةً |
وهو يمضي يُلَاحِقُها.. فَرِحاً، واثقاً |
ويُكركرُ منتصراً... |
* * * |
15/7/1983 بغداد |