المرضى من الشرفة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يضعون تاريخ أعضائهم على الطاولة | يسهرون بها شطرنجاً لا ينتهي | يتبادلون أحلاماً مؤجلة | يذهبون بها إلى النوم الكثيف | مثل فنار يرصد الكوابيس | يرصدون خرائط اليأس من شرفة السماء | معلنين لمن يلتحق بهم | أن من يموت معهم | لا يموت أبداً | مرضى بذرائع الكيمياء | يتفادون الموت في المأدبة | أعضاؤهم تشي بالرغبة وتشفّ عن الحنين | استدقّت منهم الأطراف | واسترقّـت العناصر | وفاض بهم بوحٌ غرّر به الأدلاء | وفتنته شهوة المبالغات | يقرأ بعضهم الكلام في صمت الآخر | ويفزع أحدهم لقميص | ينكسر وحيداً في مقعد شاغر | ويده في عروة القدح | يكبت الجميع نحيباً ناضجاً | ينصبون شراكاً في حديقة أحلامهم | يذرعون المسافة بين خسارة الأمل و خزانة اليأس | متقمصين بسالة الأدلاء | يرون في الآنية وجه الوحش وطبيعة النهايات | يفقدون اللذة ونكهة الملح | تنتابهم رهبة الأعالي و الغياب الأقصى | يرون في الطعام أشداقا تزدردهم | وتفيض بهم المواعين في مزيج رهيب | من الروح و الجسد.* | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .