"ولو كان واشٍ باليمامةِ دارهُ |
وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا" |
- عروة بن حزام - |
. |
. |
. |
لا شتاءَ |
لا منفى... |
سوى لحظاتِ شرودكِ عَنِّي |
لا مطرَ... |
سوى هطولِ شَعركِ على صحراءِ طاولتي |
لا أشجارَ... |
سوى ما تقولين |
لا نجومَ... |
سوى ما تترُكُهُ دموعكِ على منديلِ السماءِ الأزرقِ |
يا فاتنة... |
يا حقلَ ياسمين، ونُعاساً، ولوزاً |
يا نميمةً، وحَمَامَ "حَضْرَة" |
يا قوسَ قزحٍ، وغابةَ نساءٍ، وشوارعَ من لذَّةٍ |
يا بَجَعاً، ونهاراتٍ مشمسة، ونَعْنَاعاً، وكذباً أبيضَ |
يا حديقةً مرشوشةً، يا سطحَ صيفٍ، يا قهوة |
يا شفتين منفرجتين بعدَ قُبلةٍ |
يا كُتباً، وباصاتٍ، وصمّوناً ساخناً، وتسكّعاً، وجسراً مقطوعاً |
يا ندماً خجولاً، ويوكالبتوز، ومائةَ رسالةِ حبٍّ |
يا جسداً من تُفّاحٍ، يا حبّاً مرتبكاً لم نقلْهُ بعدُ، وقصائدَ مجنونةً لمْ نَكتُبْها بعدُ |
ومدناً لمْ نزرْها بعدُ |
وكفَّين مرتعشتين على طاولةٍ لمْ تَتلامسا بعدُ |
أقولُ لقلبي النـَزِقِ |
أنْ يتوقَّفَ عن قرعِ طبولِ الفرحِ لموعدكِ الأزرقِ القادمِ مثل غيمةٍ |
خشيةَ أنْ يُوقِظَ النميمةَ |
أقولُ له أنْ يكفَّ عن الرقصِ في شوارعِ المدينةِ |
مثل عاشقٍ مبتديءٍ |
خشيةَ أنْ يعتقلَكَ الناسُ في أقفاصِ عيونِهم |
فالحبُّ أو الفرحُ امرأةٌ مشبوهةٌ |
يشتهيها ويخافُها الجميعُ |
توقَّفْ عن الغناءِ |
أَيّها القلبُ |
أنَّكَ بهذا تثيرُ حفيظةَ كلِّ الذين لا يَعرِفون الغناء |
* * * |