إلى رجل غبي يُسمّى قلبي! ... |
. |
. |
. |
متى أَستريحُ؟ |
مَنْ أورثني هذا الحنينَ والبكاءَ والتسكّعَ؟ |
روحي مدينةٌ مهجورةٌ… |
تبحثُ عمَّنْ يرمّمها |
أديرُ قرصَ الهاتفِ |
لا أحدَ... |
أبعثُ برسائل لا عنوانَ لأصحابها |
أَطْرُقُ أبوابَ الصحفِ |
لا قصيدةَ عِنْدي تَصلحُ للنشرِ |
ماذا أفعلُ... |
كي أوقفَ زحفَ الخريفِ على مساحةِ الخضرةِ المُتَبقيَّةِ من عُمري؟ |
ماذا أفعلُ |
كي أقنعَ هذا القلبَ اللجوجَ |
إنَّ كلَّ ما أفعلهُ بعدكِ حماقات |
ماذا أفعلُ... |
لأقنعَ نفسي أنَّنِي لمْ أعدْ بحاجةٍ لبطاقةِ سفرٍ |
فكلُّ مدنِ العالمِ جبتُها على الورقِ |
شارعاً... شارعاً |
حتى تهرّأتْ أقدامي من المشي في دروبها الطويلة |
وأنا ساهمٌ في زاويةِ المقهى |
* |
متى أَستريحُ...؟ |
ما زلتُ - طولَ عُمري - مشدوداً لكلِّ شيءٍ |
بأسلاكِ الدهشةِ... |
ما زلتُ ذائباً في قطرة المطر، وهي تنسابُ في خلايا المدينةِ والشجرِ وإيقاعِ المزاريب |
ما زلتُ وحيداً في الدروبِ المزدحمةِ |
ضاجّاً بكِ... |
كلحنٍ ناقصٍ |
وشرائط حمراء لفتاةٍ يتيمةٍ... |
مَرَرْتُ عليكِ... |
ولمْ أجدْكِ |
قولي ... |
إلى أين أتجهُ بأحزاني إذنْ!؟ |
هكذا اِعْتَدْتُ أنْ أشرعَ نوافذَ رئتيَّ |
لرياحِ الدهشةِ التي تأتيني من كلِّ شيءٍ... |
شاعرٌ أنا... |
ورُبَّما نافورةٌ متفجّرةٌ، في حديقةٍ عامةٍ... |
أقرّرُ أنْ أَرْسُمَ شفتيكِ برعميْ خجلٍ |
على أغصانِ أوراقي |
وانتظرُ السنواتِ، ليتفتّحا لي |
غير عابيءٍ بنظراتِ الحارس،ِ ووخزِ الأشواكِ، وزهورِ المحلّاتِ الإصطناعيَّةِ |
مُلتذّاً بالرحيقِ... |
وهو يسيلُ على سياجِ فمي |
* |
متى أَستريحُ؟ |
ثَمَّةَ غابات كثيرة |
تنتظرُ الرئات القادمة، التي لمْ يشوّهها التدخينُ |
ودُخانُ الباصاتِ |
عليَّ أنْ أدلّكم عليها... |
أمّا أنا |
فقد أخذتُ هواءً كثيراً |
وعليَّ أنْ أصفَ كلَّ الغاباتِ التي حَلَمْتُ بها، |
والخنادق التي نمتُ فيها |
ودُخان المقاهي التي...! |
والشوارع، والباصات، والنساءَ والمكتبات، والأحزان |
هكذا عليَّ أنْ أصفَ لكم كلَّ ما رأيتهُ في حياتي |
هكذا... بمنتهى العذوبةِ والندمِ |
مخبّئاً نصفَ ذكرياتي على الأقلّ |
* * * |