إيه كم عشقتني امرأة |
فلم أستجب لهواها |
انسحبت.... وخلّفتها نجمة مطفأة |
إيه كم عمرُ هذا العذاب |
عمرُه أزلٌ و أبد |
وحنينٌ على قبضة اليد |
ولم نلتق بعد |
لم ننصهر في أتون التوحد |
لم نمتزج جسداً بجسد!! |
.......... |
مرّ دهرٌ على الحزن |
كلّ الذي حولنا قد تغيّر غير الألمْ |
لم يزل قارساً في الضلوع |
وفي أعين لم تنمْ |
نحن لم نرتكب أيّ إثم |
سوى أمل غامض لم يتم |
فلماذا إذاً كل هذا الألم?! |
وكان الرجالُ على الباب |
لم أحص تعدادهم |
غير أني تذكرت آخرهم |
وهو يغرسُ طعنته في الكبد |
انتظرت إلى أن هوى الانتظارُ على ركبتيَّ |
وقد طال عنه الأمد!! |
........ |
ولا شيء غير الرياح |
هي البدءُ والمنتهى والأبد |
هي الكلّ في الكلّ |
فانتشروا في الصباح , افتحوا صدركم للهبوب |
ولا تقفوا بين أخذ ورد |
دعوا نبضة القلب بين أكفّ الرياح |
افتحوا كل باب ونافذة كي تحط العصافيرُ |
أو تتنفس رمانة في فضاء البلد! |
وعود أخرى: |
تمسك امرأة شجر القلب |
ثم تنادي على الريح كي تعتريني |
لعلي إذا ما انحنيتُ تمرّ عليّ الفصول |
ولكنني رجلٌ ثابتٌ |
رجلٌ كالمياه التي تتدّفق في باطن الأرض |
أو كامتداد السهول |
......... |
كيف أصبحتَ? |
هل نمتَ, هل أبصر القلب أحلامه في المنام? |
أبداً... أبداً |
غير أني رأيت الأسى.. طافحاً في زوايا الظلام |
إيه يا زمن الريح والقبعات |
تغير شكل الفصول |
تأخرت عن موعدي, لم تخض بعدُ نصف الحروب التي خضتها |
منذ سبع وعشرين عاماً |
ربحت القتال, وما هزمتني سوى الحرب |
كان فؤادي لها راية ودمائي خيول!! |
............ |
وما اعترف القلب بامرأة غيرها |
لذلك ظلّ وحيداً |
إلى أن أتى من يدل عليها وقد أسلمت روحها للذبول |
سأعود إلى أوّل الغيم |
حيث ابتكرت الأناشيد والشعر |
أسند رأسي إلى قبر أي شهيد |
وأنشد .........أنشد.... أنشد |
حتى أهيِّج ريحان كلّ الحقول |