لحى اللهُ شخصاً يرتضي بمعيشة ٍ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لحى اللهُ شخصاً يرتضي بمعيشة ٍ | ذليلاً مهاناً عاجزَ النفسِ حائرا ؛ |
مرجًّ لشخصٍ كلَّ يومٍ وليلة ٍ ؛ | وربك ربّ العرش يكفيك ناصرا . |
فقال | |
عدمتُ اللقا إنْ لم أوافكَ زائراً | ولو كانَ ليث الغاب دونك زائرا ؛ |
سأكشف أستار اصطباري ولم يفزْ | بنيل المنى من لا يكون مجاهرا ؛ |
وأترك أقوالَ العواذلِِ جانباً | وَلو أنها هبتْ عليَّ أعاصيرا ؛ |
رويدكِ يا ذاتِ اللمى بمتيم | غدا مثلاً بينَ المحبينَ سائرا |
فلم يبق مني الحب إلاّ جوانحاً | تذوبُ اشتياقاً أو دموعاً بوادرا ؛ |
وجسماً ضعيفاً مثل خصركِ ناحلاُ | وعزمَ اصطبارٍ مثل جفنكِ فاترا ؛ |
يريبكِ من طرفي ازورارٌ وإنما | أسارقكِ اللحظَ الخفيَّ محاذرا ؛ |
فلي فيكِ أعداءٌ أحاذرُ كيدهم | وفيكِ لعمري حقَّ لي أنْ أحاذرا ؛ |
حواسدُ لا تنفكّ في كلّ حالة ٍ | تسلّ لعرضي مرهفاتٍ بواترا ؛ |
وصرفُ زمانٍ جائر الحكمِ لم يزلْ | يقودُ لياليهِ لحربي عساكرا ؛ |
وقلة مالٍ جشمتْ عيسيَ السرى | إلى حيث لا ألقى لعظميَ جابرا ؛ |
وتأميل أقوام يريدون أنني | مدى الدهر لا ينفكُّ حالي قاصرا |
أأملُ منهمْ بالغنى كفَ كربة ٍ | وقد أنشبَ الحرمانُ فيهم أظافرا ؛ |
فوا أسفا ؛ كم لاَ أزالُ مماسياً | لأبوابهم أرجو الغنى ومباكرا |
أأقصدُ مرزوقاً ضنيناً برزقهِ ؛ | ألم يك خلاقي على ذاك قادرا |
فيا طالباً للرزق من عند مثله | يبيتُ كئيباً للهموم مسامرا |
نصحتكَ لا تطلبْ سوى الله رازقاً ؛ | كما لم تكنْ ترجو سوى الله غافرا ؛ |
ولا تدع إلاّ الله في كلّ حاجة ٍ | تجده قريباً حينَ تدعوه حاضرا ؛ |
أتبذل ماءَ الوجهِ بيعاً بتافه | وترجع صفراً خاسرَ البيعِ صاغرا |
لحى الله شخصاً يرتضي بمعيشة ٍ | ذليلاً مهاناً عاجزَ النفسِ حائرا ؛ |
مرجٍ لشخصٍ كلّ يومٍ وليلة ٍ | وربكَ ربّ العرش يكفيك ناصرا |
فيا سوأتا حتامَ أصبحُ حامداً | لغير إله العالمين وشاكرا ؛ |
فقل للألى يسعون في طلب العلى | تعالوا بنا نبكي العلى والمآثرا |
فقدْ قوضتْ أيدي المعالي خيامها | وعادتْ ربوعُ المكرماتِ دواثرِ |
فكمْ من نفوسٍ قد أهينتْ عزيزة ٍ | وكم من قلوبٍ قد بلغنَ الحناجرا |