أملٌ بهذا الدهرِ خائبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أملٌ بهذا الدهرِ خائبْ | ما إن قضيتُ به المآربْ ؛ |
وحسامُ عزمٍ باترٌ | ما إن بلغتُ به المطالبْ ؛ |
سيفي يكلُّ عن الضرا | ب به وسهمي غير صائبْ |
كم ذا أشاهدُ في الزمانٍ | من النوادرِ والعجائب ؛ |
كلبٌ يسودٌ على ألسودِ ؛ | ويرتقي أعلى المراتبْ |
ويظلّ يخدم تائهاً ؛ | والليثُ مضطهدُ الجوانبْ ؛ |
يا دهرُ ويحك كم تجورُ | وكم تهددُ بالنوائبْ . |
وإلامَ ترشقني سهامكَ | بالمكائدِ والمصائب |
لا غروَ إنْ فقد الوفاءُ | من الأباعدِ والأقاربْ ؛ |
فلكمْ رجوتُ بذي إخاً | صدقَ العهودِ فكانَ كاذبْ |
ولمنْ وكمْ أمل غدا | مني به قد عاد خائبْ ؛ |
كم ذا الإساءة َ يا زمانُ ؛ | أما تخاف أما تراقبْ |
فلما وقف الحسن عليها قال مجيباً | |
مولاي ؛ صبراً للقضا ؛ | فالصبرُ محمودُ العواقبْ ؛ |
إنّ الزمانَ وأنت أدرى | بالزمانِ ابو العجائبْ ؛ |
يضعُ العزيزَ ويرفعُ النذلَ | الخسيسَ على الكواكبْ ؛ |
ونوائبُ الأيامِ عنْ | بيض الظبى أبداً نوائبْ |
وإذا أعانَ كمالكَ الدهرَ | فمن تحارب |
إنّ الكمالَ لقلّ ما ... | تصفو لصاحبه المشاربْ ؛ |
تاللهِ لا يلقى المنى | وينالُ غايات الرغائبْ ؛ |
ويسودُ أربابَ المكارمِ ؛ | حاضراً منهمْ وغائبْ ؛ |
ويفوتُ طالبه ويدركُ | حينَ يطلبُ كلَّ هاربْ ؛ |
إلاّ فتى ً ماضي العزيمة ِ | لا يفكر في العواقبْ |
كالسيفِ قد صقلتْ صفيحة َ | عزمه أيدي التجاربْ ؛ |
يبدي من الآراء نجماً | في بهيم الخطبِ ثاقب ؛ |
ويمدّ للراجين كفاً ؛ | لا تدانيه السحائبُ ؛ |
ويقدّ هامات الليوثِ | بصارمٍ عضب المضارب |
أبدا يجوبُ الأرض في | طلب العلى معَ كلّ جائب . |
يعلو أموناً جسرة ً | يفري بها مهجَ السباسبْ ؛ |
تسمو به نفسٌ عصا | مية ٌ ؛ إلى أعلى المراتب ؛ |
ظامى الفؤادِ إلى الطراد | على المطمهة ِ السلاهبْ |
ما انفكَّ في صهواتها | كالليثِ ؛ مطلوباً وطالبْ |
يلقى العدى بعزيمة ٍ | تعنو لها البيض القواضبْ ؛ |
في كفه متلهب الصفحات | مشحوذُ الجوانبْ |
كالبرقِ يعجبُ صورة ً .. | لكنه للحتفِ جالبْ . |
ومثقفٌ ماضي | السنانِ لأنفسِ الأبطال سالبْ ؛ |
ويراعة ٌ تأتيكَ منْ | طرفِ البراعة ِ بالغرائبْ . |