أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً | ولا زال ذا فخرٍ برتبتك الفخرُ |
ألمْ ترَ أنّ المجد أتلعَ جيده | لمجدك إذ أضحى وأنت له صدرُ ؛ |
وأصبحَ منك الجود حاليَ نحرهِ ؛ | فلا مرّ عصر أنتَ فيه ولا دهرُ ؛ |
حليتَ أزالاً إذ حللتَ بسوحها ؛ | ففي انفها شنفٌ وفي أذنها شذرُ ؛ |
وصغتَ عقود النظمِ والنثر يافعاً | فعادَ إلى ريعانه منهما العمرُ |
وقلدتَ القريض لآلئاً ؛ | ولا عجبٌ فالدرُّ معدنه البحرُ ؛ |
وقد عمَّ منك الجود نجداً وغوره | وأصبحَ سهلاً منْ هواطله الوعرُ ؛ |
فجد لي بهاتيك الوريقات عاجلاً | لأفعلَ فيها مثلما يفعل الهرُّ |
ولا غرو يا مولاي إن قرئتْ بأن | تداولَ سمعَ المرء أنمله العشرُ |
فأجاب عليه بقوله | |
أشهدٌ أتاني من نظامك أم خمرُ | بفيّ برودٌ وهو في كبدي جمرُ |
زواهرُ أفقٍ أم أزاهرُ روضة ٍ | أم الدرّ هاتيك العقود أمِ السحرُ |
طوتْ خبرَ الطائيّ حين نشرتها | برقتها ؛ يا حبذا الطيُّ والنشرُ ؛ |
فيا ما أحيلاها ؛ عروس بلاغة ٍ | تجلت ؛ فحباتُ القلوب لها مهرُ ؛ |
وغيداء لا ترضى النجوم قلائداً ؛ | وتأنفُ أن الشمس في أذنها شذرُ |
تحاكي الصبا لطفاً وزهر الربى شذى | وتفعلُ بالألباب ما يفعل الخمرُ |
أجاد معانيها ووشى برودها ؛ | فتى ً ماجدٌ أضحى به يفخر الدهرُ ؛ |
رقيق حواشي النظم والبارع الذي | غدتْ غرة ً للدهرِ أيامه الغرُّ ؛ |
تحكم في فنَّ البلاغة فاغتدى ؛ | له في المعاني الصعبة ِ النهيُ والأمرُ ؛ |
وكم من عروض قال يشهد أنه الخليل | و بحرٍ شاهدٌ أنه البحرُ |