مهجة ناظراك قد فتناها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مهجة ناظراك قد فتناها | وبها أفرط الجوى فتناهى |
كلما قلت آه من فرط شوقي | لك قال المقال مني آها |
يا بديع الجمال بالعشق منا | قد شغلت القلوب والأفواها |
كل عين تراك من كل شيء | فترى نفسها وأنت تراها |
والعمى عنك وصفها كشهود | لك فالوصف داؤها ودواها |
هيه حادي المطيّ من نفس صب | قد تحفت أقدامها بوناها |
وسرى الركب وهي في أخريات | خوفها الانقطاع عنهم يراها |
كلما جدّت المسير أعيقت | بأسارى أبصارهم أعماها |
أن وختت إيمانها أنكروها | وإلى العقل يرجعون قواها |
عصبة اذهبوا الزمان التباسا | من دواعي نفوسهم واشتباها |
ربطتهم بقيدها شهوات | فهم الهالكون مالا وجاها |
يحسبون الضلال بالنفس رشدا | والتعامي يرونه الانتباها |
وبذات المليح ذات مليح | كلما شئت كلمتي شفاها |
خيلت غيرها لقوم ضعاف | ما اتقوها بها فظنوا سواها |
وهي تدنو لهم بهم فيفرّو | ن وهيهات يعرفون الإلها |
وسواها منها كرؤية وجه | من بعيد عمر إذا الحس تاها |
واحد وهو في الظهور كثير | يتجلى لنا فلا يتناهى |
صدر الكل عنه فهو لهذا | عين كل والكل لي عنه فاها |
يا ابن قومي خذ القضية عني | إن تكن مغرما بها أوّاها |
واطرح القشر عن كلامي وكل من | لبه واشرب الجميع مياها |
والتفت تنظر الوجود سرابا | لا شرابا فاحذر به تتباهى |
واجتنب عنه لا ترى أمثالا | فيه قد خيلت ولا أشباها |
واقتنع منه بالذي هو سرّ | فيه لا فيه لا تكن تباها |