أنت الذي طول عمري الهمّ تكفيني
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنت الذي طول عمري الهمّ تكفيني | وعند موتي وتغسيلي وتكفيني |
أنت العليم بحالي والبصير به | يا مالك الملك يا رب السلاطين |
وليس لي من سلاح فيك أحمله | بل أنت حسبي عن حما السكاكين |
أنت القوي على ضعفي تدبرني | في كل أمر وعما شئت تغنيني |
خلقتني من تراب واقتدرت فلا | مساعد لك في خلقي وتكويني |
وأنت سوّيتني من نطفة رجلا | وفي منك بنفخ الروح تحييني |
كم نعمة لك عندي لست أحصرها | فيما سيأتي وفي الماضي وفي الحين |
وأرتجي منك توفيقي لشكرك يا | شكور إنك ما أرجوه تعطيني |
وأعظم الكل إرشادي لدين هدى | طريقة الحق نور الشرع والدين |
كان النبي نبيا في الغيوب به | وآدم بين الماء والطين |
وإنني بك ربي واثق كرما | بالحفظ من كل ما عن ذاك يلويني |
آمنت بالوعد حقا والوعيد على | طبق النصوص التي جاءت بتعيين |
وأنت أكرم من يوفى بموعده | من غير خلف ولا مطل ولا مين |
ونرتجي كلنا خلف الوعيد فما | خلف الوعيد بعيب منك أو شين |
لأنه كرم وهو الدليل على | عناية الله بالخلق المساكين |
يا من له الحجة العظمى التي بلغت | أقصى الكمال وأزرت بالبراهين |
على جميع الورى إن شاء عذبهم | عدلا وخلدهم في نار سجين |
وإن يشأ بجنان الخلد نعمهم | فضلا وعاملهم باللطف واللين |
إني أريدك لا أني أريد سوى | وما السوى غير تلبيس وتزيين |
وأنت أنت هو الحق المبين بلا | شك وغيرك وسواس الشياطين |
يا خالق الخلق بالسرّ العظيم ويا | من أمره بين تحريك وتسكين |
إني توسلت في الدنيا إليك بمن | جعلته سببا في كل تدوين |
ومن هو النور من فياض نورك قد | خلقت كل الورى منه بتكوين |
طه النبي الذي أرسلته كرما | فينا لكشف وإيضاح وتبيين |
محمد المصطفى المختار من مضر | وآله الغرّ هاتيك الأساطين |
أن تشرح صدرك من ضيق ومن حرج | وتفرج الهمّ من صعب بتهوين |
ولا تدعني أمدّ الكف في طلب | ممن سواك على ظنّ وتخمين |
واحفظ عقيدة قلبي من تقلبه | حتى ألاقيك في صدق وتمكين |
وجد بعفوك عن عبد الغنيّ وكن | عونا له يوم تعديل الموازين |
وألطف به وبآباءه له سلفوا | وكل إخوانه أرباب تحصين |
والمسلمين جميعا ما شدت سحرا | ورق الحمام بأنواع التلاحين |