كعبة الحسن أسفرت بالجمال
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
كعبة الحسن أسفرت بالجمال | وتبدّت لصاحب الأحوال |
ولها مقلة من الحجر | الأسود ترنو ببهجة ودلال |
ريقها زمزم يمج بعذب | سائع للمتيمين زلال |
وحطيم محبها بغرام | صب ميزابه بفرط جلال |
نظرتها عيونها بعيون | العاشق الواله البعيد المجال |
وإذا كنت عابدا فهي سلمى | لبست ثوب هيبة وكمال |
وأشارت إلى الطواف بوجه | يفضح البدر بالسنا والتلالي |
ويرى الزاهد المجرّد بيتا | ملأته مهابة الأفضال |
فأحست بقطعها النفس منه | عن إله تعودت تعليقه |
آية الإنشقاق قد نبهته | فأصاب الهدى بنفس مفيقه |
ورأى وسع رحمة الله حتى | جاءها مسلما فلم ير ضيقه |
ولقد صار آية لأناس | بعده في شريعة وحقيقه |
جاء موسى إليه بالشرع يدعو | منكر للحقيقة الزنديقة |
وأراد الإله اطلاع موسى | أن في الباطن العلوم الأنيقه |
وابتلاه فلم يطق صحبة الخض | ر وقد كان في المسير رفيقه |
فغدا منكراً عليه إلى أن | نال تغريبه وذا تشريقه |