من مجيري من فاتر الطرف فاتك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
من مجيري من فاتر الطرف فاتك | لا تحاكيه يا غزاله فاتك |
قمر طالع على غصن بان | صانه الله وهو للصب هاتك |
يتثنى بقامة فتنتنا | فارجعي يا غصون عن حركاتك |
يا بديع الجمال جرت علينا | الأمان الأمان من فتكاتك |
لك ذات بها سلبت البرايا | بتناويع حسنها من صفاتك |
أيها الوجه بالمحبين رفقا | نحن مثل الشخوص في مرآتك |
كم على وجهك الجميل خمار | من نفوس لما ظهرت بذاتك |
فاكشف الوجه وامحق النفس منا | وأحي منا ميت الهوى بحياتك |
فيك بعنا نفوسنا واسترحنا | من بلاها فجد لنا بالتفاتك |
كل شيء به ظهرت علينا | فاختفينا يا نور في ظلماتك |
أنت طوراً ولا سواك وأنا | نحن طورا ولا سوى آياتك |
فاسالوا عيني فإن بها | لمحة من داخل الحدق |
هي أطوارنا ترد إلينا | كلها منك وهي بعض هباتك |
نلتها من حسن بهجة من | لو بدا الكون لم يطق |
قسما بالصفا ومروة جسمي | حين أسعى يا حب في مرضاتك |
ثم ذوقوا ما بقى بفمي | من بقايا خمر كل تقى |
لم أحل عنك دائماً فافهمي يا | نفس حتى إن كنت في غفلاتك |
هذه أذنى لقد سمعت | طيب ذاك الصوت فاسترق |
هذه سنة المحبين قبلي | لك منها نقيم في جناتك |
واسألوا أنفي فقد نفحت | فيه ريا نفحة الفلق |
يا بني قومي خذوا خبري | عن وجى قلبي وعن قلقي |
وانظروا نحوي فإن خفيت | شمس ذاتي فاشهدوا شفقي |
كل ما تدرونه حجب | لسعيد في الورى وشقي |
واحذروا في الله أن تقفوا | عند شيء لاح في الأفق |
فالبرايا كلها فتن | أيّ جمع غير مفترق |
كلها تمضي بأجمعها | ثم يبقى الإثم في العنق |
واحذروا أن تعبدوا صنما | نحتته فكرة فقي |
جلّ ربي في تنزهه | عن وجودات على طلق |
فاسرعوا وامحوا الحروف بما | عندكم من صفحة الورق |
قل أن يبدو النون لكم | يأخذ الباقي من الرمق |