نبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أبكي الشبابَ لحاجاتِ النساءِ ولي | فيه مآربُ أخرى سوفَ أبكيها |
أبكي الشبابَ لرَوْقٍ كان يُعجبني | منه إذا عاينتْ عيْني مرائيها |
ماكان أعظم عندي قدرَ نعمته | لنفسه لا لخوْدٍ كان يُصبيها |
كانت لعيني منهُ قُرة ٌ عَجبٌ | دونَ العيون اللواتي كان يَرْقيها |
ماكان أكثر أعجابَ النساءِ به | والنفسُ أوجبُ إعجاباً بمافيها |
كم كان يُونقُ من عين تَقَرُّ | وكان يونقُ من أخرى يبكّيها |
كم كان يجلو قذى عينٍ برونقهِ | حتى إذا جال فيها عاد يقذيها |
تَغدو النساءُ فترميه بأعينها | فبالسهام التي فَوَّقن يرميها |
يثني عليهن نبلاً ظَنَّ مُرسلها | أنْ ليسَ شيءٌ من الأشياء يثنيها |
أبكي الشباب للذات القنيص إذا | ثَقلت عنها وغاداها مُغاديها |
هناك لا ميعة ُ الشبان تبعثُني لها | ولا النفسُ عن طوعٍ تُخليها |
فإن غدوتُ فعنْ نفسٍ مكلَّفة ٍ | مثلَ الحسير يُزجِّيها مزجيها |
أبكي الشبابَ للذات الشَّمولِ إذا | غنَّى القيانُ وحثَّ الكأسَ ساقيها |
هناك لا أنا مرتاحٌ فشاربها | ولا أخو سلوة ٍ عنها فساليها |
كم زفرة ٍ لي ملءَ الصدرِ حينئذ | عن حسرة ٍ في ضمير القلب أطويها |
أبكي الشبابَ لنفس كان يُسعِفُها | بكل ما حاولتهُ من ملاَهيها |
أبكي الشبابَ لآمالٍ فُجعتُ بها | كانت لنفسي أُنساً في معانيها |
أبكي الشبابَ لنفس لاترى خلفاً | منه ولا عِوضاً مذ كان يُرضيها |
أبكي الشباب لعينٍ كَلَّ ناظرها | بعد الثقوبِ وحار القصدِ هاديها |
عينٌ عَهدتُ لها نبلاً مُفوِّقة ً | تُصمِي وتَنمي فأَشوَى الآن راميها |
أبكي الشبابَ لأذن كان مَسْمعها | وقد يُجابُ على بعدٍ مناديها |
أذنٌ وإن هي كَلَّت ماعهدتُ بها | وقَراً سوى وَقْرها عن لَوْمِ لاحيها |
أبكي الشباب لكفٍّ مُنَّ ساعِدُها | وقد تَردُّ وتلوي كفَّ لاويها |
كفٌّ عهدتُ ثمارَ اللَّهوِ دانية ً | منها فقد قَلصتْ عنها مَجَانيها |
كان الشبابُ وقلبي منه منغمسٌ | في فرجة ٍ لستُ أدري ما دواعيها |
رَوْحٌ على النفس منه كان يُبردها | بَرْدَ النسيم ولا ينفكُّ يُحْييها |
كأن نفسي كانت منه سارحة ً | في روضة ٍ بات ساقي المُزنِ ساقيها |
كأن نفسي كانت منه يَفْعَمُها | نسيم راحٍ وريحانٍ يُحَيِّيها |
كأن نفسي كانت منه لاقية ً | في كل حالٍ يَديْ حبٍّ يُعاطيها |
من مات ماتت كما قد قيل حاجتُه | إلا الشبابَ وحاجاتٍ يُبَقِّيها |
يَمضي الشبابُ ويُبقي من لُبانتِه | شجواً على النفسِ يشجوها ويُشجيها |
ليتَ اللبانة كانت تنقضي معه | أو كان يبقَى الدهر باقيها |
كلا ولكنه يمضي وقد بقيتْ | في النفس منه بقياتٌ تَعَنّيها |
وإن أبرحَ مااستوْدَعَتهُ خَلداً | لبانة ٌ لك لا تسطيعُ تقضيها |
وكانت النفسُ ينهاها إذا غويتْ | ناهٍ سواها فمنها الآن ناهيها |