يافؤادي غلبتني عصيانا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يافؤادي غلبتني عصيانا | فأطِعْني فقد عصيتَ زمانا |
يافؤادي ماتَحنُّ إلى طُوْ | بَى إذا الريحُ هَبَّت الأغصانا |
مَثِّلِ الأولياءَ في جنّة الخلْ | دِ إذا ما تقابلو إخوانا |
قد تعالَوْا على أسِرَّة دُرٍّ | لابسينَ الحريرَ والأرجوانا |
وعليهم تيجانُهم والأكالي | لُ تباهي بحُسنها التيجانا |
يتعاطَوْنَها سُلافاً شَمولاً | في جِنانٍ مجازِرَاتٍ جِنانا |
يتلقّاهمُ بقولٍ حَفّي | مرحباً مرحباً بكم رُكبانا |
وتجلَّتْ عن وجههِ حُجُبُ الن | ور فسبحانَ وجهِه سبحانا |
واستفادوا بشاشة ً وسروراً | ينفيانِ الشرورَ والأحزانا |
ثم آبوا فاستقبلْتَهُم حِسانٌ | من بناتِ النعيم فُقْن الحسانا |
بوجوهٍ مثل المصابيح لا يَعْ | رِفْنَ إلا الظلالَ والأكنانا |
مُرْسَلاتٍ على الروادفِ منهنْ | نَ فُروعاً تمج مِسكاً وبانا |
لو رأى الدرُ بعضهُنَّ أو الشمْ | سُ لَذلاَّ لوجهها واستكانا |
فتلقينهمُ بأهلاً وسهلاً | رافعات إليهمُ الريحانا |
كُنَّ بالأولياء مُفتناتٍ | ثم زِيدوا نوراً فزِدْنَ افتِتانا |
فتراهُنَّ مقبلاتٍ عليهم | بابتهاجٍ قد عَصْفروا الألوانا |
راشفاتٍ أفواهَهُمْ رشَفَك الما | ءَ إذا ما شَرِبْتَهُ ظمآنا |
قائلاتٍ عيلَ التصبُّرُ عنكم | فانزلوا آن أنْ نراكُمْ وحانا |
فَتنوا أرجُلَ النزولِ وحلُّوا | في المقاصير لابسينَ أمانا |
تارة ً بعضُهم يزورون بعضاً | ويزورونَ ربَّهم أحيانا |
ثم يَخْلُون بعد ذلك بالحُوْ | رِ إذا ما تشوَّقوا الأوطانا |
فهمُ الدهر في سرورٍ جديدٍ | ليس يخلونَ من سرورٍ أوانا |