يا كريماً لم يزل محتمِلا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا كريماً لم يزل محتمِلا | محناً في عبده بعدَ مِحَنْ |
يتلقَّى فيَّ ما يأذَى به | وأُكافيه بأنواع الظِّنَنْ |
وهْو لا ينفك من عَوداته | فيه بالآلاء تَتَرى والمِنَنْ |
بالذي لو فاخر الخلقَ اعتلى | والذي لو وازنَ الخلقَ وَزن |
اعفُ عنِّي وأقِلْني عَثْرتي | يا عياذي لمُلمَّاتِ الزمن |
لاتعاقِبْني فقد عاقَبَني | ندمٌ أقلق روحي في البدن |
بنظير الشمس والبدر الذي | زانه اللهُ بمنفوس الزِّين |
والذي لولاكَ أضحى لا يُرى | رَأيَ حَق إن في الدين سكن |
يا آمنا عنده مؤتمنا | كُنْ على المجد أمينا مؤتَمن |
واجعلِ العفو لحمدي ثمناً | فلكم أغليت بالحمدِ الثمن |
إنَّ ما أمسيتَ تعتدُّ بهِ | لم يكنْ سِرّ نفاقٍ فَعَلَنْ |
إنَّما كان هفوءاً ساقه | سهوُ قلب بين هم وحزن |
لا تُطّيِّرْ وسناً عن مُقْلة ٍ | أنت أهديتَ لها حُلْو الوَسَن |
لم يصرحْ لك بالسوء ولا | أضمر السوء اعتماداً إذْ لحن |
لك سلطانٌ عزيزٌ فإذا | أنت لم تعفُ عن الجاني وَهَنْ |
أيُّ سلطانٍ وقد أصبحْتُما | كمسيءٍ ومسيءٍ في قَرن |
ومتى لم تعفُ عن ذي هفوة ٍ | مَرَد القلبُ عليها ومَرَنْ |
كن عزيزاً بالتغاضي إنه | يترك الجاني مسلوبَ اللَّسَنْ |
ومتى لاحظْتَهُ في مجلسٍ | ضربَ الزَّوْرُ ذليلاً بالذَّقن |
خاشعَ الطرفِ عليه ربقة ٌ | يخضعُ الجيدُ من العفوِ الحسن |
هو عزٌّ غامضٌ فافطِنْ له | يا ذكي القلبِ والعينِ فطنْ |
وازجُرِ النفسَ إذا ما حَزُنَتْ | أن يفوتَ القوم سبقاً من حزن |
لا تُضِق عفوك عني واجْزني | يا فسيخَ العفوِ يا رحبَ العَطَنْ |
رُبَّ نفسٍ حرَّة ٍ قد ألِفَتْ | وطنَ السُّوء فهَبْ أنَّي وطن |
كيف تستسهلُ إبعادَ امرىء ٍ | قد بنى إلفك فيه وقطن |
إنني من حَمْأة مسنونة | وأرى أنك من خير الطِّين |
إن أطعت النفس في رفض العلى | واطراح الحمد ذَمِّتْكَ المنن |
ورأت أنك لم تحفل به | حين دلِّتك على قصد السنن |
إن أطعتَ النفسَ في رَفْضِ | بها حين دلَّتْك على قصدِ السَّنن |
قد دعتْكَ النفسُ من غُمْرتها | فتداركْها فلم تدعُ وثن |
وانخدِعْ لي أو تَخَادَعْ إنها | خُدعة ٌ فيها رَباحٌ لا غبن |
إن تناومْتَ فَمَنْ ذا أرتجي | أو تصاممت فلم تسمع فمن |
واعذِر اللَّهفانَ في أفعاله | إنه يُغشَى ويَعمى ويُجن |