قلبي من الطرفِ السَّقيم سقيمُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلبي من الطرفِ السَّقيم سقيمُ | لو أنَّ من أشكو إليه رحيمُ |
أضحى يُنَغِّصُنِي النسيمَ نسيمُه | أفلا يُهنيني النسيمَ نسيم |
مِنْ وجهها أبداً نهارٌ واضحٌ | من فرعها ليلٌ عليه بهيم |
إنْ أقبلتْ فالبدرُ لاح وإن مَشَتْ | فالغصنُ راح وإنْ رنَتْ فالرِّيم |
نعمتْ بها عَينِي فطالَ عذابُها | ولكَمْ عذابٌ قد جناه نعيم |
نظرتْ فأقصدتِ الفؤادَ بسهمِها | ثم انثنَتْ نَحْوِي فكِدتُ أهيم |
ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ | وقْعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم |
وممّا دَهَتْنِي دون عيني عينُها | لكنَّ غِبَّ النظرتيْن وخيم |
ولما البليَّة ُ من خصيمٍ واحدٍ | مالم يكن للمرء منه خصيم |
يا مستحلَّ دمي مُحَرِّم رَحْمتي | ما أنصفَ التحليل والتحريم |
إن الذي وهبتْ يداه مثلكم | يا آل وهبٍ للْعُلا لكريم |
ولئن تَهيِّأ للزمانِ وِلادكم | إن الزمان بمثلكم لعقيمُ |
لتَروْن سائلكُمْ أحقَّ بمالِكم | من بعضِكْمْ حتَّى يُقالَ غريم |
ويحُلُّ في عَلْيا مَراتِب ودِّكُمْ | وخصوصِكُمْ حتى يُقالَ حميمُ |
كم من مهيب منكُمُ تعنو له | غُلْبُ الأُسودِ وإنَّه لحليم |
ومُخَدَّعٍ عند السؤالِ كأنه | غِرٌّ هناك وإنّه لحكيم |
ومغفَّلٍ عن كل عثرة ِ عاثرٍ | دأبَ الغبيِّ وإنَّه لعليم |
مِمَّنْ أقامَ له الطباعُ قناته | لا مَنْ أقام قناتَه التقويم |
لله أمرُكُمُ الذي لو أنَّهُ | رجلٌ لقال له الرجال وسيم |
لا كان فيه مع النَّماءِ نقيصة ٌ | وصفا له التَّخلْيدُ والتَتْميم |
كم تسكُتونَ عن الذي تولونَهُ | لتصغِّروه وإنَّه لجسيم |
والله يُعْظِمُ قدر معروف لكم | لم تُعظِمُوه وإنَّه لعظيم |
واللَّهُ يبعثُني عليكُمْ إنَّني | بإذاعة ِ العُرف السَّتِير زعيم |
ولحَسبُكُم بنميم ما تُخفونَه | منا وللمسْكِ الذكيِّ نَمِيم |