لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لعمرك ما ضيف ابن موسى بصائمٍ | إذا ضافه يوما وإن عُدَّ صائما |
دعانا فعدّانا صياما بمُشبِع | من العلم مُروٍ يتركُ البالَ ناعما |
فكان قِرًى قبل القِرى مُتعجلاً | شهياً مرياً للنفوس ملائما |
ولم نر مثل العلم زاداً مُقدَّماً | له محملٌ خِفٌّ وإن كان عاصما |
وعللّنا من قبله بمناظرٍ | لهونا بها حتى نسينا المطاعما |
أثاثٌ يحار الطرفُ فيه كأنه | ربيعٌ تصدَّى للربيع مُراغما |
فقل في ربيع في ربيع أراكه | ربيعٌ يرى حمدَ الرجال مغانما |
ثلاثة ُ أشكال نُظمن وربما | أتاح مُتيحٌ للفرائد ناظما |
ظللنا يذودُ الجوعَ عنا كأنه | يذبُّ عدوا أن يُبيح محارما |
بمستمعٍ طورا وطورا بمنظرٍ | يرى من رآه أنه كان حالما |
فما زال يُوفي خدمة المجدِ حقَّها | إلى أن دعاه المجد أفديك خادما |
خفيفا ذفيفا قالص الذيل قاعدا | لإعداد ما يُرضي النزيلَ وقائما |
وقرَّب منا الفرقدين ولم نكن | ننال ذراري السماء القوائما |
بُنيان تلتذُّ الأنوفُ نثاهما | إذا ذاقت الأفواهُ تلك الملاثما |
سعيدان ميمونان تعرف فيهما | من اليُمن آياتٍ له ومعالما |
أبرَّا على الولدان حُسنا ونازعا | جحاجحة َ القومِ السجايا الكرائما |
ظللنا نباري سُنة الشمس يومَنا | بوجهيهما لانسألُ الحيفَ حاكما |
إذا نحن فاتحْنا أخا الكُبرِ منهما | سؤالا وجدْنا واعي القلب عالما |
فإن نحن ناغمناه أخاه استفزنا | سروراً ففدينا الغزالَ المُناغما |
وما منهما إلا الذي ما أتى له | من السن ما يبتز عنه التمائما |
فلما أحل الزادَ للقوم وقتُه | أتى بطعامٍ أذكر القومَ حاتما |
قديرٌ من الخرفان كان رضيفُه | شِواءً من الرُّقط الثقيل مغارما |
وكان إذا ما زاره الزَّورُ مرة ً | توقع معلوفُ الدجاج الملاحما |
وأرّخ بالحلواء تأريخَ مُحسنٍ | وخيرُ المساعي خيرهُن خواتِما |
ولا شِعر إلا ما يُقفَّى رويُّه | إذا قام بالشعر الرواة ُ المقاوما |
شهدنا له جُودا أراناه ماجدا | وبُقيا على النعمى أرتناه حازما |
وما أحسن النُّعمى إذا هي جاورت | فتى ً يحفظ النعمى ويبني المكارما |
فلا زال موطوءَ البساطِ بأخمصٍ | حبيبٍ إليه يألفُ الوفرَ سالما |
مُفيدا مفيتا يُسبغُ اللَّهُ فضلهُ | عليه ويُوليه الأخلاءَ دائما |
وفي هذه من دعوة ٍ لي شِرْكة ٌ | ولا بأس قد يدعو الصديقُ مقاسما |
ومن يدعُ يوما للفراتِ فإنما | دعا للذي يرويه ظمآنٌ حائما |
فمُتِّع بابنيه متاعا يسرُّه | على رغم من أضحى لذلك راغما |
وغيرُ كثيرٍ لابن موسى فعالُهُ | وإن فعلَ المستحسناتِ الجسائما |
يشيدُ بنًى ألفى أباه يشيدُها | ومثل ابن موسى رام تلك المراوما |
ومثل أبيه الخير أعقبَ مثله | سقى الله هاتيك العظام الرَّمائما |