لأموركَ التكميلُ والتتميمُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لأموركَ التكميلُ والتتميمُ | ولقدرك التعظيمُ والتفخيمُ |
يامن تحسَّنَ بالمحامِد عالما | أن الذميمَ من الرجالِ ذميمُ |
يامن تحصَّن بالمرافد مُوقنا | أن البخيلَ من الرجالِ رجيم |
يامن أظلَّ على الكريم برتبة ٍ | فهو البديعُ ومن حكاه كريم |
يامن إذا سوَّمتُ شعري باسمه | لم يُخزِ شعري ذلك التسويم |
من كان خِلاًّ للعُفاة ِ وصاحباً | فأقول إنك للعفاة حَميمُ |
فُتَّ الرجالَ فلا كَسَعْيِكَ للعلا | سهيٌ نراه ولاكخِيمك خيمُ |
بالبرّ تسترهُ ويشهرُ نفسه | أبدا وتكتمُه وفيه تميم |
العرفُ غيث وهو منك مؤمَّلٌ | والبشر برقٌ وهو منك مشيم |
ألقحتَ أم الجُودِ بعد حِيالها | ونتجت أمَّ المجدِ وهي عقيم |
وحقرتَ أعظمَ ماتُنيلُ من الجدا | فأتاه من تلقائنا التعظيم |
متواضعاً أبدا وأنت بربوة ٍ | مُتضائِلاً أبدا وأنت عظيم |
فإذا تفاخرتِ الرجالُ فإنما | منك السكوت ومنهم التسليم |
شهدوا وهم علماءُ أنك سيدٌ | وسكتَّ مَكْفيا وأنت عليم |
لم لا وأنت إذا سألنا مُفضلٌ | ومتى هفونا هفوة ً فحليم |
وإذا شكرنا البدءَ منك فعائدٌ | ومتى شكونا جفوة ً فرحيم |
ورجاؤنا فيك اليقينُ بعينه | ورجاؤنا في غيرك الترجيم |
نغدو وأبواب الملوك مخازناً | وببابك التعريج والتخييم |
لله أخلاقٌ مُنحتَ صفاءها | مثل الرحيق مزاجهُ التسنيم |
بعثتْ سماحك في ثرائك عائثاً | فالمالُ ينغلُ والأديمُ سليم |
شكر الإله لك اصطناعاً شاملا | لم يُحمَ من ذخرٍ عليه حريم |
بل كيف يشكرك اصطناعَ صنائع | صدقُ التذاذكِ فعلهن قديم |
أعجِبْ بأمرك أن أَجرتَ وإنما | إسداؤكَ النّعمى لديك نعيمُ |
لكنَّ فضلَ اللَّهِ غيرُ مُحرَّمٍ | إذ عاقَ فضل مُبخَّلٍ تحريمُ |
يُسنى الجزاء على الفعالِ لذيذه | وأليمه إن كان منه أليم |
يا آل حماد العلا مافيكمُ | إلا كريمٌ ماجدٌ وحكيم |
بكمُ تغيم سماؤنا في جَدْبنا | وتقشعُ الشبهاتُ حين تغيم |
وأقول بعد فريضة من مدحكم | لا اللغو خالطها ولا التأثيم |
ومن المقال فرائضٌ ونوافل | والفرضُ مفترضٌ له التقديم |
لك عادة ٌ في القطن غيرُ ذميمة ٍ | وهو الرياش وأنت إبراهيم |
ولفوته عامانِ تُوبع فيهما | ولعجزِنا وسكوتنا التظليم |
ما إن ظلمتَ فلا ألمتَ بل الذي | تركَ امتياحكَ ظالمٌ ومُليم |
ولما رغبنا عنك لكنْ صدَّنا | خلقٌ بحرمان الحظوظِ زعيم |
عرضَ اللئيمُ من الحياءِ فعاقنا | إن الحياءَ من الكريم لئيم |
وقد استقلْنا والندامة ُ توبة | وقد اقتضينا والمحقُّ غريم |
فاقسمْ لنا من ريع قطنك حِصة ً | إن الكريمَ لمرتجيه قسيم |
وأطِبْ وأكثر إن فعلتَ فلم تزل | تهبُ الجسيمَ فلا تقول جسيم |
بيدين من متفضلٍ متطولٍ | مذ كان لم يعدم جداهُ عديم |
كلتاهما لمقبِّلٍ ومؤملٍ | يرجو غياثكَ زمزمٌ وحطيم |
لاتُبطلنَّ صنيعة ً أوليتها | إن الصنيعة َ حقُّها التتميمُ |
حاشا لمرتضعٍ ثُديَّ كفاية ٍ | لك أن يراهُ الناسُ وهو فطيمُ |
وأصخْإلى مِثلي فإني ضاربٌ | مثلا ومنك الفهمُ والتفهيمُ |
الأرض تُنبتُ كلَّ حينٍ نبتها | ولها جميمٌ تارة ً وهشيم |
ولأنت أكرمُ شيمة ً إذ لم تزل | ليديك نبتُ لا يهيجُ عميم |
ولما أخالُ الأرضَ توقظُ جُودها | لمنافع شتى وأنت مُنيم |
لأحقُّ أن يبقى على عاداتِه | خرقٌ صريح في الكرام صميم |
حاشاك تقطعُ ما الترابُ مُديمه | أتراكَ تقطع والتراب يديم |
انى وعزمُكَ في السماح كأنه | سيفُ الشُّراة ِ شعارهُ التحكيم |
عزمٌ تَناذره العواذلُ بعدما | علم العواذلُ أنه التصميم |
إني على ثقة ٍ بأنك ماجدٌ | فكأنني فيما أقول خصيم |
وأطيلُ في حاجي عليك تسحُّبي | فكأنني فيما ملكتَ سهيم |
والمجدُ ضامك لي وأنت بنجوة ٍ | فيها ثُويُّ العِز ليس يريم |
فاقبل من المجد المؤثَّل ضيمَهُ | فلقد يعزُّ المرءُ وهو مضيم |
ذكَّرتُك المعروفَ غيرَ مُعلَّم | ولمثلك التذكيرُ لا التعليم |
أنّى يقوَّمُ من كفاهُ قوامُه | سبق القوام فأُسقط التقويم |
والمالُ ينفق والصنيعة ُ عقدة ٌ | والوفرُ يَظْعن والثناء مقيمُ |
ولأُنشقنَّكَ من ثنائي نفحة ً | كالمسك يجلبُه إليك نسيمُ |
ولأكسونّك من فعالك حلة ً | قد زانها التحبير والتسهيم |
ولأطربنّك أو تميدَ مُرنَّحا | حتى كأنك للغريض نديم |
ولأتركنك في الرجال وغيرهم | وكأن ذكرك في الحشا تتييم |
خذها أبا العباس من متنخِّلٍ | يُطريك منه محسنٌ ومديم |
وليومِك التأخيرُ ما امتدَّ المدى | بمعمَّر ولشأوِك التقديم |