ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ليهنَكَ أن أفطرتَ لامتطلعاً | إلى الفطر كي تغشى من اللهو مَحْرما |
ولأنهما فيه وإن كنت إنما | تحب من الأضياف من كان أَنْهما |
وماكنتَ لولا حُبُّك الجودَ بالذي | تُحبّ من القوم الشَّنىء َ المذمَّما |
بدا الفطْر فاستقبلتَه باسطاً يداً | بمعروفك المعروف لا فاغرا فما |
ظللتَ وذو الهمّ القصيرِ قد انتشى | من الزادِ حتى مال سكراً فنوما |
طعامُك إطعامُ الطعام ولم يزلْ | لديك طعام يابنَ يحيى مُقدَّما |
نصبتَ وكانت عادة ً تستعيدها | موائدَ غادرنَ المجاوعَ رُعَّمَا |
عليهنَّ خيراتٌ حسانٌ كأنها | مضاحِكٌ من رِبْعيِّ روضٍ تبسما |
نحرتَ لصُغْرِاهنَّ حتى تركْتنا | نرى الفطر أضحى من إراقتكَ الدما |
وكنتَ إذا أفطرتَ شمرتَ مُجْلباً | لتُطْعمَ والجبسُ الهِدانُ ليُطْعما |
حلفتُ لأُضحى الفطر حين لبستَه | بلُبسك إياه مَزيناً مُكَرَّما |
ولِمْ لا وقد أصبحتَ للمُلك مِدْرَها | وللمجد سُرسُورا وللدّين مَعْلَمَا |
غدوتَ غداة َ الفطر عيداً لعيدهِ | ومازلتَ للأعياد عيداً معظّما |
ولما تأملتَ الهلال ابن ليلة | تَكَبَّرَ إذا عاينتَه وتعظَّما |
طغَى بك غيان المحبّ ارعوى له | حبيبٌ قَراه الصدَّ حولاً مجرَّما |
ويا عجباً أن لا يكونَ بدا لنا | كشمس الضحى لابل أجلَّ وأعظما |
أليس حقيقاً من تأملتَ وجهه | بذاك بل كلَّ الحقيق وينعما |
لعمري لقد ودعتَ بالأمس صاحباً | عفيفاً وإن كان الذي اعتضتَ أَكرما |
مضى صاحب عفٌّ وأَعقب صاحباً | جواداً أراه كان منك تعلَّما |
غدا مُطمعاً من دان دينَ محمد | ومن فضلِك الفياضِ في الناس أَطعما |
خليلٌ أتى من بعد ماغابَ نوبة ً | وكنتَ إليه جِدَّ ظمآن أهْيما |
وليس لشيء ماخلا بَذْلك القِرى | نهاراً وقدماً كنت بالبذل مغرما |
وقد كان ماتَقريه بالليل كافياً | ولكن ترى ما ازددت من ذاك مغنما |
ولستَ براضٍ عن زمانك أو تَرى | فعالَك فيه ما أضاء وأَظلما |
ومثلك لا يَستحسنُ البُرْدَ ملبساً | إذا كان من إحدى نواحيه مُعلما |
ولكنْ إذا أعلامُه كَمُلَتْ له | فذاك إذا ما كان أيضاً مُسَهَّما |
ومازلتَ تَقلى الجودَ إلا مُكمَّلا | وتأبى اصطناع العُرف إلا مُتَمَّما |
وتبني العلا حتى يخالك معشرٌ | وما أَبعدوا تبني إلى المجد سُلَّما |
فعِش أبداً مادام مجدُك باقياً | ولم يَعْنِ من يعنيه إلا يرمرما |
تَصومُ ولم تعدمْ من العلم عصمة ً | وتُفر محموداً ولم تأتِ مأثما |
تقوت بنات النفسِ أقواتَ حكمة ٍ | وتطوي حشا دون الخبائث أهضما |
حَشًا لم يزلْ تقوَى اله يكفُّهُ | بما خفَّ من زاد وما آب مطعما |