يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يامَنْ جلا دهْرُنا دُجاهُ بهِ | وعَنْ تباشيرِ وجْهِهِ ضَحكا |
ومَنْ به رُدَّ سِتر عَوْرته | من بعد ماكان ستْرها هُتِكا |
ومَنْ إذا حُجَّة ٌ مُجَلَّيَة ٌ | لاحت لعينيه لم يكن محِكا |
ومن أبَى اللَّهُ أن نُرى أبداً | بِعرْضِهِ في مَذمَّة ٍ معكا |
أستودعُ اللَّه حُسْنَ رأيِكَ في | عَبْدٍ تلافيته وقَدْ هلكا |
يغيبُ إن غاب والنصيحة ُ والوِدْ | دُ رفيقاه حيثُما سَلكا |
طافتْ به علة ٌ فعالجها | فاعْتركَتْ والعلاجُ مُعْتركا |
وقد أناخَتْ به مُماطلة ً | فقد صغا من مطالها وبكى |
وخوفُه العَتْبَ منكَ يُفْرِشُهُ | جرر الغضا ليله أو الحَسَكَا |
وحقهُ أن تكونَ تُؤْمِنْه | منْ كلّ شيءٍ يخافهُ الدَّركا |
وإنَّ إخلالَه ليَكرُثُهُ | لكنَّ عَوْداً بعينه بركا |
وهو يرجِّي بيُمن وجهِك ذي اليُم | نِ قديماً أن يقطع الشَّركا |
يُمن إذا مَسَّ ذا الوقود خَبا | عَفْواً وإن مَسَّ ذا الخمود ذكا |
كم ساقَ مِنْ صحة ٍ وعافية ٍ | إلى شديدٍ ضناهُ قد نُهكا |
حتى استقلَّتْ به قُواهُ كما | كان وأضحَى سكُونُهُ حَركا |
وكلُّ جارٍ غدوتَ تَعْصِمُه | فليس ذاكَ الحريمُ منهكا |
وعبدُك العبدُ لا يُخلّفه | عن حظّه غيرَ ما نثاه لكا |
فأْذنْ له في علاج علَّته | واقبلْ من العُذْر ما نثا وحكى |
أولافَهَبني اعتذرتُ معذرة ً | أفِكتُ فيها كبعضِ من أفِكا |
أليسَ للنقصِ كنتُ عبدَك لا | شكَّ وللفضلِ كنتَ لي مَلكا |
لابل لَعَمْرِي كذا الحقيقة ُ يامن | طابَ فَرعاً ومحتداً وزكا |
فاغفُلْ فما زِلتَ في الإقالة ِ والصَف | حِ غريراً في الرأي مُحتنِكا |
وابذلْ ليَ العفو والتجاوزَ والإغ | ضاءَ حتى يُقالَ مااتَّركا |
أحِسنْ ودَعني أُسيءُ يَخْلصْ لك ال | حمدُ وإلا أتاكَ مُشتركا |
وقلْ مُدلٌّ بحرمة ٍ قدمتْ | على رءوفٍ بكلٍّ من ملكا |
صادفَ فضلاً من سيدٍ فصفا | إلى الهُوينَى ومشتكى فشكا |
لازلت تعلو يداك مصطنعاً | للخير حتى تصافحَ الفلكا |
ولاتزل لي بالشكرِ قافية ٌ | فيك تسيرُ الوجيفَ والرَّتكا |
تلذُّ من كلّ سامع أُذناً | حُسناً ومن كل مُنشدٍ حنكا |
ويروى وليس في السيئاتِ أكسبها | بعهدٍ أمرٍ إذا امرؤٌ فتكا |
فأْمَنْ وآمِنْ فتى ً قد انسكبت | أخلاقُه مذ ذاك وانسبكا |
أمَّنك اللَّه ماتخافُ ولا | أجرَى بغيرِ اعتلائك الفلكا |
وَمَنْ رعى حيث لاأمانَ له | فلازلتَ بمرعى ً مجانبٍ شركا |