لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
لاتَصدِفا عن دِمن المنازلِ | اللائي أصبحنَ قِرَى النوازِل |
مُستضعفاتٍ لصبيب هاطل | طوراً وطوراً لسفيٍّحافل |
من كلّ أحوى قَصِف الأرامِل | وكلّ عَجْلي ذاتِ ذيلٍ ذائل |
حتى كأنْ لم تكُ بالأواهلِ | صاولَ منها الدهرُ غيرَ صائلِ |
كالثائرِ الطَّالبِ بالطوائلِ | فلمْ يُرع عن دِمنٍ ذلائلِ |
خواشعٍ أطلالُها خواملِ | ولن تراهُ غافلاً عن غافلِ |
ولاإذا عامَلَ بالمُجاملِ | لادرَّ درُّ الدهرِ من مُعامل |
مُجامل مَنْ ليس بالمجامِل | مماحلِ من ليس بالمماحِل |
ملتحفِ المكرِ على نَياطِل | مشتمل الشوطِ على مَقاولِ |
يهدمُ مايَبني بلا مَعاول | عُوجا خليليّ من العياهل |
عوجة َ راعي منزلٍ لآهل | نلبسْ بقايا الخِلع السَّوامِل |
من المَغاني لامِنَ السرابل | قد تُحفَظُ الأبرادُ في الرَّعابِل |
سقيا لها إذ نحنُ في غَياطِل | من عيشنا ذِي الظُّللِ الظَّلائلِ |
كالبُكرِ الطَّلاَّتِ والأصائل | في نفحاتِ الشَّمألِ البلائل |
واهاً لها والظّلُّ غير زائل | والدهرُ لم يثقُلْ على الكواهل |
مُرّا على جَنَّاتِنا الذوابل | نَبكِ مع الوُرْقِ بها الهوادل |
معاهدَ الأيام واللَّيائل | لاالسُّودِ تاللهِ ولا الأطاول |
ميلا إليها مَيلة المُمائل | لاتُعرِضا عنها بوجهٍ خاذل |
بِحقّ أُدْماناتِها الخوازل | أبكارِهنّ الغيدِ والمطافل |
وإن توجَّدْنا على البخائلِ | المُستمنحات بلا وسائل |
صفوَ الهَوى من مُهجة ِ المُغازل | المُوقظاتِ للهوى الغوافل |
الفارغاتِ الهِمم الشواغل | التابلاتِ المرءَ غيرَ التابِل |
والنافثاتِ السّحرَ سحرَ بابِل | بالأعينِ الصَّحائح العلائل |
واهاً لها من أعيُنٍ كَلائلِ | معدودة ٍ في عُدَد المَناصِل |
سلبْنَ من أصورة ِ الخمائل | مَكاحلا تُغني عن المكاحل |
خُطَّ لها كحلٌ بلا ملامِل | ساءتْ ظِباءُ الوحَش من بدائل |
بالمُخرِساتِ ألسُنَ الخلاخل | إخراسَهُنَّ ألسُنَ العواذل |
اللائي يمدُدْنَ إلى المُناول | بِيضاً سِباطاً ليس بالعَوامل |
غيرَ جليفاتٍ ولاهَزائل | يَصِلْن راحا عَطِرَ الجَداول |
يالك من راحٍ ومن أنامل | نوائشٍ ألبابَنا نوائل |
تخالها بدْهة ً عن الخائل | سَبائكا رُكبنَ في وذَائلِ |
تُجنَى بها حبة ُ قلبِ الذاهلِ | أنذرْتُكَ البيضَ فقِفْ أو وائل |
هُنَّ العِدا في صورة ِ الخلائلِ | وأين تَنجُو من غرامٍ داخل |
تلك اللَّطيفاتِ من المداخل | تسمو إلى الأملاك في المعاقل |
من بقرٍ مبثوثة ِ الحبائل | للأُسدِ في آجامها البواسِل |
ياللمُجدَّاتِ بنا الهوازل | الشَّافياتِ الخَبْلَ والخوابل |
القاطعاتِ القيظَ في الغَلائلِ | والقُرَّ في الخَزّ وفي المراجل |
بُطّنَ بالسَّمورِ والحواصلِ | تلك الحَوالِي لابل العواطل |
الخالعاتِ نِحَل النّواحل | عن جَيَّدٍ تيّاهٍ عن المراسل |
مُستغنياتٍ بعطايا الجابل | وربما استعددنَ للمُواصلِ |
غيرَ أخي الكيدِ ولا المُقاتِل | فزُرْنَهُ في العُددِ الكوامِل |
من الحُليّ الجمّة ِ الصَّلاصل | والسَّلَبِ الرائع لاالمباذل |
والمسكِ في أبشارهنّ الشامل | والعنبرِ المنشور كالقساطل |
يهتفن هل من فارسٍ مُنازِل | أولى فأولى لابنِ أمّ هابل |
نازل أقرانَ بني الثَّواكل | ومن عظيم الفِتنِ الهوائل |
عقائلُ الدرّ على العقائل | في وَشْيهنّ الفاخِر المَخايل |
والمِسك صِرْفاً كدم الأباجلِ | قاتلهُنّ اللهُ من قواتِل |
صوارع بالكيد أو خواتل | رُوعِ المَحالي فُتُنِ المَعاطِل |
يلقيننا في الوشُح الجوائل | أطغى من الأبطالِ في الحمائل |
يهززْن أوصالَ قنا عواسل | قنا ظُهورٍ لا قنا قنابِل |
بين عواليهنَّ والسوافِل | نشرُ قرونٍ جعدة ِ السلاسل |
مثلِ الدجى مسدُولة السدائل | إلى خدودٍ ذاتِ ماء جائل |
كأنها صفائحُ الصياقل | صُبغنَ لابالصّبغِ الحوائل |
إلى ثُغورٍ عذبة ِ المَناهل | كأُقحوانِ الديم الهواطل |
ذات رُضابٍ مثلِ أرْي العاسل | إلى ثُدِيٍّ فرَّغٍ حوافل |
ترنو إلى أجيادِها العطائل | على صدورٍ لسنَ بالقواحل |
تَلمسُ منِهنَّ يدُ المُباعل | رُمانَ لاقطفٍ ولامُكاتِل |
من كلّ ريَّا حُلوة ِ الشمائلِ | ناعمة ٍ ذاتِ مُحب ذابل |
حسناءَ مِثل الأملِ المقابل | في العُمُرِ المقتبلِ المُماطل |
معدومة ِ الأمثالِ والعَدائل | إن قلتَ مثلَ البدرِ لم تُماثل |
أوقلتَ مثل الشمس لم تُعادِل | مُهتزَّة ٍ فوق كثيبٍ هائِل |
مُرتجّة ٍ تحت قضيبٍ مائل | عرّج على أيٍ لهنّ ماثل |
فاستسقِ غيثاً بعد دمعٍ هامل | له وواقفْ خيمَه وسائل |
حافظْ على عهدٍ لهنَّ حائل | عليه فاربَعْ لا على الجنادل |
ولاعلى مَبرِك ذاكَ الجامل | ماقَدْرُ إصرارِكَ بالجمائل |
في وقفة ٍ من مُخبرٍ أو سائل | لابل دعِ الهزلَ لكلّ هازل |
وَلهُ عن الباطلِ غيرِ الحاصل | زايلَ عهدُ الظاعن المُزائل |
مارِعية ُ المقتولِ عهدَ القاتل | ما صِلة ُ الواصِلِ غيرَ الواصل |
في موقفٍ مستهدفٍ للعاذل | مُفيّلٍ رأيكَ غيرَ الفائل |
يستنكثُ الداء على عَقابِل | ماذاكَ للعاقِل بالمُشاكل |
والعقلُ قِدْما مَعقلٌ للعاقل | والصبرُ من خير مآلٍ آئل |
فاعدِلْ إلى الأحجى من المَعاذل | والتمِسِ الفوزَ ولا تُواكل |
واستنجحِ العزمَ ولاتُماطل | عساكَ أن تحظى بنفلِ النَّافل |
ماأقربَ النُّهزة َ من مُعاجل | وأبعدَ العثرة َ من مُماهل |
وفي التأنِّي رشدُ المُحاول | مالمْ تَفُتْهُ فرصة ُ المُزاول |
ليس نضيجُ اللحم للمُناشل | شتَّان لحماً منضجٍ وناشل |
وتوأمُ النقصِ غُلُّو الفاتل | إذا تعدَّى فيه حدَّ الجادل |
فاقصدْ إذا فرَّطتَ من مُباذل | ولاتُكثِّرْ فيه بالأباطل |
وازجُرْ عن الجَهلِ ولاتُجاهل | وادعُ إلى الخيرِ ولاتُقاتل |
ليس حميداً سائقٌ كعاتل | شمّر لكي تَسبُلَ ذيلَ الرافل |
فالفَقرُ في أذيالك الذَّوائل |