ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ياعصمة ً لستُ منها باغياً بدلا | يانعمة ً لست عنها باغياً حِوَلا |
يابنَ الوزيرينِ يامَن لاانصرافَ له | عن سدّه خَللاً أو عفوِه جَللا |
يامَنْ إذا قلتُ فيه القولَ سددني | إجلالهُ فكُفيت الزَّيغ والخطلا |
ومنْ إذا ما فعلتُ الفعلَ أيَّدني | إقبالهُ فوقيت العَثْرَ والزللا |
كم فعلة ٍ لك بي أرسلتَها مثلاً | ومدحة ٍ فيك لي أرسلتُها مثلا |
أحللْتَني قُلل الآمال في دَعَة ٍ | أحلَّك اللَّه من آمالِك القُللا |
للَّه طولٌ سيجزي غيرَ ما كذب | طَوْلاً قصُرتْ به ساعاتِيَ الطُّوَلا |
تُبخّلُ البحرَ نفسي ماعرضتَ لها | أو تزدري البدرَ أو تستصغر الجبلا |
بل كلُّ ذلك يجري في خواطرها | وماجهلتُ ولاضاهيتُ مَنْ جهلا |
وسائلين بحالي كيف صُورتُها | فقلتُ قد نطقتْ حالي لمن عقلا |
قالوا أتأملُ مأمولاً فقلتُ لهم | يؤمّل المرءُ مالم يبلغِ الأملا |
مثلُ المسافرِ لا ينفكُّ من سفرٍ | حتى إذا هو وافى رَحْلَه نزلا |
وقد بلغْتُ الذي أملتُ من أملٍ | يابن الوزيرِ وماأعطى ومابذلا |
فما أؤْملُ إلا طولَ مُدته | أطالها اللَّه حتى يُرغمَ الأجلا |
أبى الحسين أخي الحُسنى وفاعلها | تمَّ البيان تمامَ البدرِ بل فضلا |
لاتجمعنّ إلى ذكراه نِسبَته | فقد كفاكَ مكان النسبة ِ ابنُ جلا |
هل يطلبُ الصبحَ بالمصباحِ طالبُه | مااستُهلك الصبحُ عن عين ولاخملا |
رحلْتُ ظني إلى جدواه بل ثقتي | فأخَّر الوعدَ لكنْ قدم النَّفلا |
سُقْياً لها رحلة ً ماكان أسعدُها | لقد كفتْني طوالَ المُسندِ الرّحلا |
صادفْتُ منه بليغاً في مواهبهِ | تعطي يداه تفاريقَ الغنى جُملا |
وليس يقنعُ مَنْ تمَّتْ بلاغتُه | أن يوجزَ القولَ حتى يوجزَ العملا |
جرى نداه إلى غاياته طَلَقاً | سرَّ العفاة وساء السادة َ النُّبلا |
مازلتُ في بدرٍ منه وفي حُللٍ | لم تمتثل عِذراً منهم ولاعللا |
حتى اكتسى من مديحي فيه أوشِية ً | شتى ً فرُحْنا جميعاً نسحبُ الحُلَلا |
فتى ً وإن كان كهلاً في جلالته | كهلٌ وإن كان غضا غصنه خَضِلا |
ماظُنَّ يوماً به إتيانُ سيئة ٍ | حُقتْ ولاظُنّ فيه صالح بطلا |
ومارجا فضله راجٍ فأخلفه | ولاتمنّاه إلا قالَ قد حصلا |
إذا التقى سيبُهُ والطالبُونَ لهُ | لاقوهُ بحراً ولاقى شكرهم وشلا |
يلقى الوجوهَ بوجهٍ ماؤهُ غَدِقٌ | لاتسأمُ العينُ منه النهلَ والعَللا |
المالُ غائبهُ والحمدُ آئبه والمج | دُ صاحبهُ إنْ قال أو فعلا |
لم يُزهَ بالدولة ِ الزهراءِ حاشَ له | مِنْ شيمة ٍ تستحقُّ اللومَ والعذلا |
وكيفَ يلقاك مزهواً بدولَة ٍ | منْ صانه اللَّه كي تُزهَى به الدولا |
ياربّ زِدْ في معاني ماتُخوِّلهُ | ولاتزدْ في معانيه فقد كَملا |
قلْ للإمام أدامَ اللَّهُ غبطتَهُ | لامحَّ نورك مِنْ بدرٍ ولاأفلا |
ياخيرَ مُعتضدٍ باللَّهِ معتمدٍ | عليه معتقد مااستودَع المِللا |
لولاك لم تلبسِ الدنيا شبيبتَها | ولااكتسى الدينُ سيماهُ ولااكتهلا |
أضحى بيُمنِك دينُ المصطفى نُسكاً | محضاً كما أضحتِ الدنيا به غزلا |
مالتْ علينا غصونُ العيش مُثقلة ً | حملاً وقامَ عمودُ الحقِّ فاعتدلا |
يامَنْ وجدناهُ فرداً في سياسته | إن صالَ عدَّل ميلاً أو قضى عدلا |
يامؤنسَ الإنس والوحشِ التي ذُعرتْ | ومن أخافَ الأُسودَ السودَ والجبلا |
في قاسم خادم كافٍ كفاكَ به | كأنَّه لك من بين الوَرى جُبِلا |
مباركٌ لاتمُجُّ العينُ طلعتَه | ولايرى الرائي في مخبوره فشلا |
مثلُ الحُسامِ الذي يُرضيكَ رونقُهُ | وإن ضربْت به في موطنٍ فصلا |
لو امتريتَ به الأرزاقَ أنزلها | ولو قرعْتَ به الأجالَ مانكلا |
ممن يُبيّن عن لُبّ بعارضة ٍ | والطّرفُ يُعربُ عن عتقٍ إذا صهلا |
وإن جرى الأرقُش النضناض في يده | جرى شجاعٌ يمجُّ السمَّ والعسلا |
تجيل طرفَك فيما خطَّ حاملُهُ | فلا ترى رهلاً فيه ولاقحلا |
كأن تعديلَ أشباهٍ يصورها | تعديلُ أهيفَ لم يسْمنْ ولاهَزُلا |
خطٌّ إذا قابلته العينُ قابلها | روضُ الربيع إذا ما طُلَّ أو وُبلا |
كأنمّا الشكلُ والإعجامُ شاملهُ | من البيانِ ولم يُعجَمْ ولاشُكلا |
ولو وصلتَ به التدبيرَ أمكَنَهُ | أن يفتقَ الرتقَ أو أن يرتقَ الخللا |
تكفي من النَّبلِ أحياناً مكايدُهُ | وربّما خلفتْ أقلامُهُ الأسلا |
قال الأماثلُ عجباً باختياركَه | لافاقَ سهمُكَ من رامٍ ولانصلا |
ومارميتَ ونبلُ القوم طائشة ٌ | إلاّ أصبتَ وإلا قيلَ لاشللا |
ماعيبُ عبدِك إلا أنَّ قيمتَهُ | تنهى أخا العدلِ أن يعتدَّه خولا |
يكاد يحميك من أرفاقِ خدمتِهِ | إشفاقُ نفسِكَ أن تلقاه مبتذلا |
أبا الحسين ادّرعها إنَّ ملبَسَها | باقٍ عليك إذا ماملبسٌ سَمَلا |
ياقابلَ الناسِ والمقبولَ عندهُم | يامقبلاً نحو باب الخير مقتبلا |
لك القبولُ مع الإقبالِ لا ارتحلا | عن عُقرِ دارك ماعاشا ولاانتقلا |
يحتالُ قومٌ لرفدِ الرافدين لهم | لكنّ رَفدَكَ مُحتالٌ ليَ الحيلا |
ماإن يزالُ نوالٌ منك يسألني | حمدي وأيُّ نوالٍ قبله سألا |
إن وهزّيك بالأشعار أنسُجُها | للغافل المتعدي جدُّ مَنْ غفلا |
أو الشجاعُ الذي لاشيءَ يُفْزِعُه | ولاتُردُّ عوادِيه إذا حملا |
إذا استُجيش من الطوفانِ ناجية ً | ماإنْ أرى لي بها حَوْلا ولاقِبَلا |
أستوهبُ اللَّه حظاً من معونَتِه | على دفاعي ندى كفَّيكَ إن حفلا |
لوْ اتبعَ الناسُ أمري غيرَ معتبرٍ | إذاً لعدونيَ المقدامَة البطلا |
كُنْ في مَدى المجدِ للأمجادِ كلِّهم | صدراً وكن في مدى أغمارِهم كفَلا |
تبقى ويمضون عُمراً لاانقطاع له | مُفضِّلاً بعطاء اللَّه ما اتصلا |
أمورُكَ الدهرَ أمثالٌ وأمثلة ٌ | إذا أمورُ الناسِ أصبحتْ مثلا |