سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ | ومُصَوّرِ الإنسانِ والمَلَكِ |
إن السعيدَ لمدركٌ دركاً | وأخو الشقاوة ِ فهو في الدَّركِ |
والشرُّ بين الناسِ مشتركٌ | والخيرُ فيهمْ غير مُشترك |
يتقارعونَ الموت عن مُسكٍ | ومع القِراعِ إفاتة ُ المُسك |
وكفاهُمْ من قتلِ أنفسِهم | باثنين من وضحٍ ومن حلكِ |
في الليلِ كافٍ والنهارِ إذا | هرجاهُمُ بمناحس الفلكِ |
وإلى الخمودِ مآلُ ذي لهَبٍ | وإلى السكونِ محارُ ذي حَرك |
طارَ الحِمامُ وغاص مُقتدراً | فأماتَ حيَّ الطير والسمك |
لاتُكذَبنَّ فما لذي نفرٍ | فيها حريمٌ غيرُ مُنتهك |
إن الزمانَ إذا غدا فعدا | قتلَ الملوكَ بكلّ مُعترك |
ضَعُفَ العوامل في أسنَّتها | ضعفُ المعازل عنه في الفلك |
نَسِيَ المتالفَ قلبْ مُنْهَمِكٍ | فما يزاول كل منهمَك |
وغدا الرّجالُ على مكاسبهمْ | يتبادرون مطارحَ الشَّبكِ |
والعينُ تُبصرُ أين حبَّتُها | لكنها تعمى عن الشَّرك |
لذكرتُ هذا الموتَ فارتبكتْ | نفسي هناك أشدَّ مُرتَبك |
ماضرَّ ذاكِرهُ وناظرهُ | ألاَّ ينام على سِوى الحسكِ |
ياجِبلة ً أملاكُها تركٌ | حتَّامَ ذُبُّكُمُ على التّرك |