أعوذ بحقْوِيْك العزيزيْن أن أُرى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعوذ بحقْوِيْك العزيزيْن أن أُرى | مُقِرَّاً بضيمٍ يتركُ الوجهَ حالِكا |
ولي وطينٌ آليت ألا أبيعَهُ | وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا |
عهْدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمة ً | كنعمة ِ قومٍ أصبحوا في ظِلالكا |
فقد ألفَتْهُ النفسُ حتَّى كأنه | لها جسدٌ إن بانَ غودِرْتُ هالكا |
وحبَّب أوطانَ الرجالِ إليهمُ | مآربُ قضَّاها الشبابُ هنالكا |
إذا ذكروا أوطانَهُم ذكَّرته | عُهودَ الصبا فيها فحنّوا لذلكا |
وقد ضامني فيه لئيمٌ وعزَّني | وها أنا منه مُعْصِمٌ بحبالكا |
وأحْدث أحْداثاً أضرَّت بمنزلي | يريغُ إلى بيْعَيْهِ منه المسالكا |
وراغمني فيما أتى من ظُلامتي | وقال لياجهدْ فيّ جُهْدَ احتيالكا |
فما هو إلا نسجُك الشعرَ سادراً | وما الشعرُ إلا ضلَّة ٌ من ضلالِكا |
مقالة ُ وغْدٍمثلُه قال مثلها | وما زال قوَّالاً خلافَ مقالكا |
صدوفاً عن الخيراتِ لا يرأمُ العلا | ولا يحتَذي في صالحٍ بمثالِكا |
مِن القومِ لا يرعَوْنَ حقاً لشاعرٍ | ولا تَقْتَدي أفعالُهم بفعالكا |
يُعيّر سُوَّالَ الملوكِ ولم يكُن | بعارٍ على الأحرارِ مثلُ سُؤالكا |
مُدِلاًّ بمالٍ لم يُصْبهُ بحِلّه | وحَقِّ جلال اللَّهِ ثم جلالكا |
وحَسْبي عن إثم الأليَّة زاجرٌ | بما امتلأَتْ عيني به من جمالكا |
وإني وإنْ أضحى مُدِلاًّ بماله | لآمُلُ أن أُلفَى مُدِلاًّ بمالكا |
فإن أخطأتْني من يَمينيْكَ نعمة ٌ | فلا تخطِئْنه نقمة من شمالكا |
فكم لقي العافون عَوْداً وبدأة ً | نوالكَ والعادون مر نكالكا |
وقد قلت للأعداءِ لمَّا تظاهروا | عليّ وقد أوعدتهم بصيالكا |
حذارِ سهامي المُصميات ولم تكن | لتُشوى َ إن نصَّلتها بنصالكا |
وما كنتُ أخشى أن أُسام هضيمة ً | وخدَّاي نَعْلا بِدْلة ٍ من نعالكا |
فجلّ عن المظلوم كل ظلامة ٍ | وقتْك نفوسُ الكاشحين المهالكا |
وتلك نفوسٌ لو عُرِضن على الردى | فِداءً رأى ألاّ تفي بقبالكا |