أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أصلٌ نما بك ربُّه فَرْعَهْ | من بعدما التمس العِدى قَلْعهْ |
يا من تجلَت للوجود به | بعد السَّوادِ تَشُوبه سُفعهْ |
ما ينقِمُ الحسادُ منك سوى | أمنٍ شَننْتَ عليهمُ دِرعهْ |
بل عزُّ مثلك لا كفاءَ له | بنَّيت بعد حفوفه ربْعه |
مُلكٌ شَرَوْه من عدوِّهمُ | سفهاً فكنتَ أحق بالشَّفعه |
ورياسة ٌ كانت مطلَّقة ً | منهم فكنتَ أحق بالرجعه |
يا آخراً أضحى لأوَّله | كالسجدة اتصلت بها الركعه |
قد قلتُ حين ملكتَ أمرهُم | شملٌ أراد مليكهُم جمعه |
يا من إذا دُعي المديحُ له | لبَّى الدعاة َ وجاء في سُرعه |
هُنِّئتَ ما أوتيتَ مغتبطاً | بمزيد ربٍّ شاكراً صُنعه |
وفَّيتَ حقَّ الشرطتين وما | وُفِّيت حقك لا ولا رُبعه |
لكنها باكورة ٌ بكرتْ | مما نؤمِّل فَانتظر ينعَهْ |
واسلم على رَيب الحوادثِ ما | سجعَ الحمامُ مرجِّعاً سجعهْ |
الآن نام الخائفونَ وما | كانت تذوقُ عُيونهم هجعهْ |
لم تُمسِ عينُ اللَّه راعيَة | أحداً يبيتُ وأنت لم تَرْعَهْ |
أضحى عبيد اللَّه سيدُنا | في المجد وِتْراً لا يرى شَفعهْ |
يغري خطوبَ الدهر منْصلتاً | كالسيف أحمدَ ضاربٌ وَقْعه |
يقع الربيعُ وجودُ سيدنا | فإليه تُصرَفُ دونه النُّجعه |
جودٌ يزيد اللَّه صاحبَه | وثَوابه المذخور لا السُّمعه |
وله إذا ما الرأي حيَّره | خطبٌ يشنِّع ورده قرعه |
رأيٌ كأن الدهر أطلعه | من سرِّ كلِّ خفيَّة ٍ طِلعه |
فتَّاقُ ما يعيا الدهاة ُ به | رتاقُ مالم يرتقوا صَدْعه |
كم غبطة ٍ لمعاشر صدرتْ | عنه وكم لمعاشرٍ فجْعه |
فالناس طرّاً بين مرتقِبٍ | سطواته ومؤمِّلٍ نفعه |
كالعارض التهبتْ صواعقه | وسقى البلاد فلم يدع بُقعهْ |
أحْذاه عبداللِّه شِيمتَه | والأصلُ يسقي ماؤُه فرعهْ |
يندى ويَصلُبُ عُودُه فترى | لَدْنَ المهزَّة صادقَ المنعهْ |
كالخيزُران لعاطِفيه وإن | عجمتْه نائبة ٌ فكالنَّبعهْ |
ملكٌ يباشر نارَه صَردٌ | فتظل مُدفِئة ً بلا لذعه |
فإذا اصطليتَ حريقه بطراً | فهناك لستَ بآمنٍ سفْعه |
متسربلٌ حلماً بطانته | عزٌّ وليس بكائنٍ فقعه |
يُحيي ويُردي وهو مقتدرٌ | حلو المجاجة ِ قاتلُ السَّبعه |
فعَّال مُنقِذة ٍ ومُهلكة ٍ | قوَّالُ مثلهما بلا قَذعه |
لا يرأَمُ العوراءَ منطقُه | كلا وليس يُعيرها سمعه |
يسعُ الجسيمَ من الفِعال وما | يرضى نداه لقَدْره وُسْعَهْ |
وأتى الأميرُ لقد جرى فسعى | مسعاه غيرَ مُطالعٍ طِلْعهْ |
وجرى أبو العباسِ يتبعه | سعياً فقال ألا كذا فاسْعَه |
ولدٌ أقرّ لعين والدهِ | طالت لوالده به المُتعهْ |
وَزَعت يداه ما يُحاذره | من دهرنا فأجادتا وَزعَهْ |
لم يرعَ سرحَ الملك رِعْيته | راعٍ ولا قَمَع العدى قمعهْ |
عجباً لطائفة ٍ تقيسُ به | من لا يوازنُه ولا شِسْعه |
أنَّى تقاسُ شُعيلة ٌ خمدتْ | بالشمس في الإشراق والرفعه |
قومٌ بغوا بيقينهم بَدلاً | ممن أبت سقطاتُه رفعه |
مُستبطني ضَغْن له وبه | رفعوا جنوبهُمُ من الصَّرعه |
وعليهمُ للعز أُبَّهة ٌ | من بعد ما رَهَقتهم الخشعه |
مالوا بودِّهمُ إلى رجلٍ | جعل البوارَ لأهله شِرعه |
طالت به عَثراته فكبا | وكَبوا وكلٌّ راكبٌ ردْعه |
يَهوُون في أَهويَّة ٍ قَذَفٍ | من يُمن صاحبِه بها يَنْعه |
حتى تداركهمْ فأنقذهم | صَلتُ الجبين مبارك الطلعه |
لو قارعَ الأكفاءَ كلَّهمُ | عن سؤدد وقعت له القُرعه |
فجزوه أن حفروا له حفراً | جذبَ المهيمنُ دُونها ضَبعهْ |
وأبيهمُ ما كان ريعهُمُ | لأخيهمُ بمُشاكلٍ زَرْعهْ |
إن المُريد بمثله بدلاً | لكن يريدُ بدُرَّة ٍ ودَعهْ |
يا زَينهمْ إذ كان أشأمَهم | شيناً وليس الأنفُ كالسَّلعه |
شَهدوا غداة رقعتَ وهْيهمُ | أن قد أجدْتَ ولم تُسىء رقعه |
يا بيهقيٌّ دع القريضَ لذي | حِذقٍ يعاونُ علمُه طبعَهْ |
فادفِن سُلاحاً ظلْتَ تَسلحُه | من فيك لا اسِتك دُفعة ً دُفعهْ |
أخطأتَ في المصراع مفتتِحاً | وأتيت إذ عَجَّزته بدعه |
سكَّنت ميماً غير ساكنة ٍ | وجعلتَ ربَّك أنجماً سبعه |
حكَّمتها في من لو انتظمتْ | تاجاً لقلَّ لمثله خِلعه |
وزعمتَ سيدنا الأميرَ سما | بالجود حتى صافح الهقعه |
وهو الذي أدنى مَواطِئه | فوق الذي سمَّيت والهنعه |
وجعلتَ أقصى ما تجود به | للمستميح نَواله الجُرْعه |
ثَلْطٌ على ثَلطٍ وضعتَ به | ووضعتَ بعد هدائِل القَصعهْ |
من كان مثلكَ في جماعته | أضحى وقيمة ُ رأسه قرعهْ |
وشكوتَ جُوعك في ذَرى ملكٍ | فنقضْتَ مدحك فيه بالشُّنعهْ |
أقبلتَ تشكو في ضيافته | طولَ الطَّوى متمنياً نجعه |
كذباً عليه بعد زَعْمِكه | نصَبَ الجفان بربوة ٍ تلعه |
أقبِح بإفكٍ في مناقضة ٍ | كالنبذة الشمطاء في الصَّلعه |
وحكيت أنك مذ أطفتَ به | في عِيشة ٍ تَقتاتُها لُمْعَهْ |
وزعمتَ صُرَّتك اغتدتْ عُطلاً | لا درهمٌ فيها ولا قطعه |
وهو الذي يُضحي مجاوره | من جنة الفردوس في تُرعه |
وجعلتَ ذكر الصَّفع خاتمة ً | مسترزِقاً من صافعٍ صَفْعه |
فثوابُ مثلك صفع أَخْدعه | بل بَصقة ٌ في الوجه بل نَخعه |
ما زلتَ في معنى ً يُحاك وفي | لفظٍ يساءُ كقولك الضبعه |
وذكرتَ رهطاً تسعة ً جَدعوا | أنف الفتيلِ فأوعبوا جَدْعه |
فجعلتَ صاحبهم طويساً وما | لاقى طويسٌ أولئك التسعهْ |
أفلا قُدَار جعلتَ تاسعهم | كَسْعُ است قاطع زبرها كسعهْ |
وذكرت بالحولاءِ بحربة | ونعتَّها فجعلتها ربعهْ |
وجعلت تحفتها مغازلة ً | لك أن تقول مجيبة ً نزعه |
ووصفت كأساً لا يُشاكلها | فجعلتها صهباءَ كالدَّمعه |
لا دمعة ٌ صهباءُ نعلمها | إلا دمُ استك خاضباً فُصعه |
ووصفتَ ضوء الصبح محتفلاً | فجعلته كإضاءة الشَّمعه |