أوَّلُ الشهرِ أولُ الأسبوعِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أوَّلُ الشهرِ أولُ الأسبوعِ | طلعَ الطالعانِ خيرَ طُلوعِ |
مُقبلٌ فيه مقبلٌ بسعودٍ | وقعا بالسَّواء خيرَ وقوعِ |
ضمَّ صدريهما اتفاقٌ ينادي | يا له مُسعِفاً برأب الصُّدوعِ |
مثلَ ما ضمَّ عاتبين اعتناقٌ | عند وصلٍ مجدِّدٍ ورُجوع |
جاء شهرٌ تحبهُ يا بن يحيى | لا لما فيه من سجايا المَنُوع |
بل لما فيه من وِفاقكَ فيما | يصحبُ الدِّين من تُقًى وخُشوع |
وصلاة ٍ تقيمها كلَّ إنْيٍ | من سجودٍ تُطيلهُ وركوع |
وعفافٍ في القلبِ والطَّرفِ والأط | رافِ عن كل مَحرمٍ ممنوعِ |
رهبة ً للإله بل رغبة ً من | ك بقدرٍ عن الخنا مرفوعِ |
أقبل الطائرُ المباركُ محمو | داً جميلَ المرْئيِّ والمسموعِ |
ولك الفضلُ يا بن يحيى عليه | غيرَ مُستنكرٍ ولا مدفوع |
إن يكن جاء خيرُ باعثِ جوعٍ | فسيلقاك خيرُ قاتِل جوع |
شكرَ اللهُ رَبَّه لك عنه | خيرَ صنعٍ في مثله مصنوع |
لك نُعمى عليه تخنع للحقْ | قَ مُقرّاً بها أشدَّ الخُنُوعِ |
جاء في الصيف فاغتدى وهو من ظِلْ | لكَ بل من نداكَ كالمربوعِ |
وقديماً مددتَ ظلَّك في القي | ظِ عليه دون الحُرور السُّفوعِ |
ما عليه أن لا يرى فيه راءٍ | آخرَ الدهر صوبَ غيثٍ هَمُوع |
قد كفاه ما يَمْتري منك فيه | خوفُكَ الله من ندًى ودموع |
فابْقَ حتى ترى لشهركَ هذا | ألفَ مثلٍ بمثله مشْفوع |
ناعمَ البال ذا عدوٍّ شقيٍّ | آمنَ السِّرب ذا عدوٍّ مروع |
سالم النفس ثاوي الوفر لاتعْ | دمَ حالَ المرزوءِ لا المفجوعِ |
مُتلفاً مخلفاً مُفتياً مفيداً | جِذمَ مالٍ مُستهلكٍ مرجوعِ |
لا مُغِبَّاً ندى ولا مَدَدُ اليُسْ | ر من اللهِ عنك بالمقطوعِ |
مُمْجِداً مُنجداً كأنك عِدٌّ | دائمُ السَّقي زاخرُ الينبوع |
ذا ثراء مُبذَّرٍ في العطايا | دون عِرض موفَّرٍ مجموع |
لا تصونُ الأموالَ بل تقتنيهنْ | نَ لصونِ الأحساب مثلَ الدروع |
في سرورٍ من شيمة ِ الشاكر الصا | برِ لا شيمة الفروحِ الجزوع |
يا بن يحيى لينزعِ المتعاطي | ما تعاطاه فهو شهرُ نُزُوع |
إن من ظنَّ أنه لك نِدُّ | لشبيه المصدِّق المخدوعِ |
لا يقارعْكَ يا بن يحي عن السؤ | دِد شيءٌ فلستَ بالمقروعِ |
أنت أصلُ الأصول في الفضل والخي | رِ إذا حُصِّلا وفرعُ الفروع |
لو تُسامي بمجدكَ البدرَ والشم | سَ إذاً أوْطآكَ خدَّيْ خُضوعِ |