ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ | غصنٌ يتيه عل غصون الآسِ |
بل شادنٌ ذو نعمة ٍ في نعمة ٍ | يكتنُّ منها في أكنِّ كناسِ |
ظبيٌّ يصيد ولا يُصاد مُحاذرٌ | نَبْلَ الهوى وحبَائل الإيناسِ |
غِرٌّ شَموس إن أحسَّ بريبة ٍ | أعجِبْ بجامع غِرة ٍ وشماسِ |
يسبي القلوبَ بمقلة مكحولة ٍ | بفتورِ غُنْجٍ لا فتور نعاسِ |
ومقبَّلٍ عذبٍ كأن نسيمَهُ | وَهْناً نسيم منابت البَسباسِ |
أُثني عليه بطيب فيه ولم أنلْ | منه نوالاً قط غير خِلاس |
قمر يجود بأن أراه حسرة ً | ويضن بالإرشاف والإلماسِ |
يُذكي الجوى ويذودني عن مشربٍ | خَصر العُلالة ِ للجوى مسَّاسِ |
وإذا شكوت إليه طول عذابه | فأقلُّ قاسٍ رحمة ً لمُقاسي |
لقد استوى تَقْويمه ولقد غَدا | لا تستوي حالاهُ عند قياسِ |
يتحمل الأوزارَ لا يعيَ بها | في كل مأسورٍ بدار تناسي |
وإذا خطا أعياه ثقْل مؤَزَّرٍ | يرتجُّ تحت موشَّحٍ ميَّاسِ |
فتراه يمشي في الدِّهاس وإنما | يمشي فيجذبه كثيبُ دَهاس |
يا للرجال ألا معينَ لأَيِّدٍ | صبّ الفؤاد على ضعيفٍ قاس |
أيَضيمُني خَنِث الشمائل لو نضا | عنه غِلالته حَساهُ حاس |
ومن العجائب أن تحل ظُلامة ٌ | بفتى أناسٍ من فتاة أناس |
ولقد ينال من القويِّ ضعيفُهُ | ككُليبٍ الطاغي وكالجسَّاس |
إن أَصلَ من نارَيْ هواه وهجره | ما قد أملَّ حديثُه جُلاَّسي |
فقد اصطلى ناري هوى وعقوبة | قبلي سُحيم في ابنة الحَسْحاس |
إن الكتابة أصبحت عربية ً | زهراء ترغب عن بني الأكداس |
خطبت شريفاً طاهراً وتنزهت | عن أدنياء علمتُهم أرجاس |
قد كانت الأقلام في أيامهم | حُمراً فعادت أيَّما أفراس |
تجري إلى الغايات في حَلَباتها | وتجوسُ دار الكفرِ كلَّ مَجاسِ |
بأغرَّ أبلجَ لم تزل أيامهُ | مشغولة ً بالكَيس لا بالكاس |
بين الحداثة والرثاثة سِنُّهُ | وكذاك سنّ البازلِ القِنعاس |
لقي التجارب غانياً عن عُونها | بقريحة ٍ أذكى من النِّبراس |
ذاك الذي استكفاه رِعية َ أمره | كافي الخلائف من بني العباس |
فغدا له في زَينه وغنائه | كالعين وهي أعزُّ ما في الراس |
ألقى مراسيَهُ لديه وما له | إلاّ المحبة والوفاء مَراسي |
يُمضي مكائدهُ إلى أعدائِه | كالنَّبل صادرة ً عن الأَعْجاسِ |
بل كالمقادر إن تحصَّن دونها | مُتحصِّن هجمتْ مع الأنفاس |
لله إسماعيلُ واحد عصره | من جارح في النائبات وآس |
المستضاءُ الوجه في بُهَم الدّجى | والمستضاءُ الرأي في الأبئاس |
تجري الأمورُ على السَّداد إذا جرت | أقلامُهُ في ساحة ِ القِرطاس |
أقلامُ ميمونِ النقيبة ِ حازمٌ | يجرين بالإنعام والإبئاس |
ما انْفكَّ يُرعِفها دماً ويمجُّها | عسلاً مدادهما من الأنفاس |
يا سائِلي عنه سألتَ عن امرىء ٍ | تلْقاهُ وهو من الفضائل كاس |
تلقى مُغِيماً مُشمِساً في حالة ٍ | هَطِل الإغامة نيِّر الإشماس |
فلنا ندى من كفِّهولنا هدى ً | من رأيه في الليل ذي الأغباس |
ما ضرَّ مهتدياً به في حندسٍ | عُدُم الهداة ِ وغيبة ُ الأقباس |
ماءٌ بلا رنقٍ إذا ما استُعرضت | أخلاقهُنار بغير نُحاس |
جمع السلامة َ والشهامة إنه | شخصٌ يحوز محاسنَ الأجناس |
لَذكاؤه لهبُ الحريقِوحلمُهُ | أندى وأبرد من ندى الأغلاس |
وترى شهيداً ظاهراً من جوده | بمغيِّبٍ من جوده هجاس |
قد قلت حين رأيتُ باطن كفِّه | أندى من المتحلِّب الرجاس |
ورأيت جمرة َ ذهنه ولهيبَها | في ساعة ِ التبليد والإبلاس |
عجباً لأقلامِ الوزيروكيف لا | تستبدل الإيراق بالإيباس |
بل كيف لا تأتجُّ في آلاته | نيرانُ هاجسة ٍ بغير مساس |
لَحَقَقْنَ أن يُورِقن من ذاك النَّدى | أو يحترقن بذلك المِقباسِ |
قدِّمه إن ذكر المكارمَ ذاكرٌ | فحظوظه منهن غير خِساس |
قصد المحامدَ حين أكسد تَجْرها | فابتاع كاسدها بغير مِكاس |
ورأى العلا مهجورة ً فأوى لها | وحنى عليها والقلوبُ قَواس |
وأما وإسماعيلَ حلفة صادقٍ | راعي الرعاة ِ وسائسِ السُّواس |
لولا شجاعتهُ لهاب طريقة ً | خشناء مقفرة ً من الأُنَّاس |
ولمثلُه ركب المهيبة وحدَهُ | وتحمل العظمى بغير مَواس |
فيه اثنتان يقلّ من يحويهما | في دهرنا ويجلّ في المقياس |
ينسى صنيعته ويذكر وعدَهُ | أكرِمْ بذلك من ذَكورٍ ناس |
أضحت به الدنيا رياضاً كلها | والدهر كالأعياد والأعراس |
وكأنما آباؤهُ وجدودهُ | نُشِروا به طراً من الأرماسِ |
برجائه اكتست الركابُ رحالها | وبجودِه عَريتْ من الأحلاس |
صرف السماعُ نوى المقلِّد نحوهُ | وحدا القياسُ إليه بالقَيَّاس |
فكلاهما صَدَقَتْهُ عنه شُهودُهُ | واستبدل الإدراكَ بالإيجاس |
عند امرىء ٍ حُرِسَ الأنامُ بحزمه | وكأن ثروته بلا أحراس |
يا أيها الغيث الذي بغياثه | أضحت عَواري الأرض وهي كَواس |
أنا من سؤالك بين ميسور الغنى | لا شك فيهوبين مُلك الياسص ستُنيلُني الآمال أو ستردني |
ملكاً بيأس من جميع الناس | من ذا تخيبُهُ فتطمع نفسُهُ |
في رفد غيرِك آخرَ الأحراس | أم من تَهشُّ له فيرجفُ قلبهُ |
خَوفَ المفاقر غير ذي وسواس | أعتقتَ من أعطيته وحرمتهُ |
من مطمع أبداً ومن إفلاس | من تُعْطه يسعدْ ومن لا تُعطه |
يسعدْ بصَوْنِكَهُ عن الأدناسِ | وكذا الكريمُ حباؤهُ وإباؤهُ |
أمران ما بكليهما من باس | وهابُ يأسٍ أو إياس مُنفسٍ |
ولربَّ يأس قد وَفَى بإياس | والرفدُ يُمنَحه الفتى حظاً له |
واليأسُ يُكْساهُ أعزَّ لِباس | أنت الذي إن جادَ عادوإن أبى |
ترك الكِذاب لمعشرٍ أنكاس | يَعِدون راجيهم مَواعدَ لا يَني |
منهن في تعبٍ وطولِ مِراس | ويَدِرُّ دَرُّكَ للأُلى يبغونَهُ |
عفواً بلا مسح ولا إبساس | مهما أُتيتَ فأنت فيه مسدِّدٌ |
سهمَ الصوابِ لكفة ِ البُرجاس | فالناس من تكرارِ وصفك بالحجا |
ومن الثناء عليك في مدراس | من قائلٍ اكرِمْ به أو قائل |
أحزِم به في المَتْحِ والإمراس | إلاّ عدواً أخرستْهُ ضغينة ٌ |
لا زال منها الدهرَ في إخراس | ولقد أقول لحاسدٍ لك لن يرى |
عُتَبي سوى الإرغامِ والإتعاس | ما أنت ويبكَ من أبي الصقر الذي |
تركتْ تَعَاطيه مُنى الأكياس | سلِّم لإسماعيل إني ناصحٌ |
لك والْهُ عن وَسْواسِك الخناس | حاوِلْ مَعاطِفهُ فهن نواعمٌ |
واترك مَكاسِرهُ فهن عَواس | وكذا عهدتك ليِّناً ذا ميعة ٍ |
يَسَر الخلائق مُحصَد الأمراس | ممن تراعى الوحشُ حول فنائه |
وتُراعُ منهُ الأسد في الأخياس | يهتزّ عودك للنسيم وإن جرت |
نُكبَاً مُعَصِّفة ً فعودك عاس | وتَخفُّ للداعي اللهيف وإن بدا |
روعٌ يخفُّ له فطودُك راس | كم خفَّ نهضُك للدعاة وكم رَسَتْ |
قدماك في يومٍ عَراك عماسِ | لك عدلُ ذي تقوى وظلم أخي ندى |
لا ظلم غصَّابٍ ولا بخّاس | فإذا وهبت ظلمت مالك مُحسناً |
وإذا حكمت وزَنْت بالقسطاس | إن كنتَ يوماً مدرِكي بإغاثة ٍ |
فاليوم يا ابن السادة الرُّواس | أنا بين أظفار الزمان وخائف |
منه شبا الأنياب والأضراس | والنائبات لمن نسيت ذواكرٌ |
لكنهن لمن ذكرتَ نَواس | فامنُنْ عليَّ بنظرة ٍ تنجِي بها |
شِلوي من الفَرّاسة النُّهّاس | فكم اشتليتَ من امرىء ٍ مُستلحمٍ |
وفرستَ من مستأسدٍ فراس | وهب الإله لما بنيتَ من البُنا |
شَرَف الذُّرى ووثاقة الآساس | خذها وإن قلّت لمثلك تُحفة ً |
من فاخرات ملابس اللُّباس | إن شئت قلت مليحة ٌ ما ضرّها |
أن لم يقلها المكتني بنُواس | أو شئتَ قُلتَ جميلة ٌ ما عابها |
أنْ لم يقلها المكتنِي بفراس | يا حُسنها بكراً وعند ولادِها |
ما أنت مانحها وذاتَ نِفاس | هل أنتَ ذاكرُ موعدٍ قدَّمتهُ |
أم أنت ناسٍ ذاك أم متناس | بي من درورِكَ واختصاصك جانبي |
بالجدب حرُّ صَلاً وحَزُّ مَواس | طال الغليل وقد سقيتَ معاشراً |
دوني وما صبروا على الإخماس | ن |