لهوتُ عن وصف الطلول الدّارسَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لهوتُ عن وصف الطلول الدّارسَهْ | بروضة ٍ عذراءَ غير عانسَهْ |
جادتْ لها كلُّ سماءٍ راجسه | رائحة ٍ بالغيث أو مُغالسه |
فأصبحتْ من كل وشيٍ لابسه | خضراءَ ما فيها خَلاة يابسه |
كأنما الألسنُ عنها لاحسه | ضاحكة النوار غير عابسه |
كأنها معشوقة مُؤانسه | فيها شموسٌ للبهارِ وارسه |
كأنها جَماجم الشَّمامسه | ذوي القدود من ذوي القَمامسه |
تروقك النَّورة منها الناكسه | بعينِ يقظى وبجيد ناعسه |
لؤلؤة ُ الطَّل عليها قارسه | وخُرَّمٌ في صبغة الطيالسه |
يحكي الطَّواويس غدت مُطاوِسه | كأنما تلك الفروع المائسه |
تَغْمسها في اللاَّزوَرْد غامسه | وصفوة النعمان والقوابسه |
من ناصع الحمرة رَيّا قالسه | تكاد تحت الظلمات الدامسه |
تهوي إليها كل كفٍّ قابسه | لنعمة الخُلة والمجالسه |
في نفس من شمْألٍ مُسالسه | ليّنة الهَزهاز لا معافسه |
نَضَّاخة بالطَّلِ غير رامسه | والجدُّ عالٍ والكؤوس كائسهْ |
دع ذاوذُدْ عنك الهموم الهالسه | ونهسَ ذُؤبان الخطوب الناهسه |
بِمدرهٍ كلتا يديه تارسه | يأوي إلى عاديَّة قُدامسه |
جذْل حكاكٍ في الأمور المائسه | ذي شهب تُرمى بها الأبالسَه |
خلافة ُ الله بها مُرادِسَه | أقلامهُ كفءُ الرماح الداعسه |
عند الخطوب والحروب الضارسه | من آل وهبٍ طالت المقايسه |
وقل لأهل الأعينِ المشاوِسه | هل نابسٌ يبرز لي أو نابسه |
أو هامس يُكذبني أو هامسه | عزَّ القضاءُ الأيديَ المُخالسه |
أضحتْ وما يَندِس قولي نادسَه | نفسُ أبي مُحمدٍ منافسه |
في كل مجدٍ وله مُلابسه | وللمساعي دونه ممارِسَهْ |
وللوصايا والنُّهَى مُدارسه | وللعلومِ كلها مُداوِسه |
بل للغيوب في الصدور جائسه | كأنما السبعة غير الطامسه |
جارية ٌ عن أمرهاوكانسه | من علمها بالخطرات الهاجسه |
لاتخطىء المكنونَ وهي حادسه | يا لكِ نفساً ما لها مُجانسَه |
بكل وحشى جميلٍ آنسَه | من كل مألوفٍ قبيحٍ شامسه |
تقوم بالفادح وهي جالسه | وافية ً بالعهد غير خائسه |
مبخوسة ٌ في الشكر غير باخسه | في العرف تُسْديه ولا مماكسه |
كَيِّسة في ذاك لا مُكايسه | ما ركَسَتْها في ضلالٍ راكسه |
ولا تعدَّت سنَناً مُشاخسه | ليست لها شريكة ٌ مشاكسه |
من ذاتها بالمنفساتِ نافسَهْ | نفسُ كريمٍ للعلا مُلامسه |
وفي الغِمار دُونها مغامسه | فيه سجايا للعطايا ناخسه |
فوَفرُهُ في وقعاتٍ حامسه | ووفْدُه في هَيسَاتٍ هائسه |
نالت يداه كلَّ كفٍّ يائسه | ففات طَولا كل كفٍ لامسه |
ومر يجري والجياد خانسه | ليست له دون قصيٍّ حابسه |
ولا لَهُ دون عليٍّ عاكسه | أشهمُ من نجم السماء الخامسه |
أكرم من نجم السماء السادسه | أذكى حجَّا من هِرْمِس الهرامسه |
أنكا شَبا من ضَيغم خُنابسه | أعذب من صفو النِّطاف القارسه |
من غير أن تبأسَ منه بائسه | قد أَفلتْ عنك النجومُ الناحِسَهْ |
فلا تخف تعس الجدود التاعسه | قد كَذّب الله النفوس اليائسه |
بشيمة ٍ منه وكفٍّ آئسه | ما برحتْ للمكرمات سائسه |
وللغُروس المثمرات غارسه | غاذية ً أطفالَهن كانسه |
عينٌ من الله عليها حارسه | فإنها في كل فضل رائسه |
دونكها من صنعة ِ الفَلافسه | وانظر أَجمَّتك الأكفُّ الخالسه |
هل أرضتِ النحلُ الشفاه اللائسه | جزاءَ ما أضحتْ وأمست جارسه |