عينَّي هذا ربيع الدَّمع فاحتشدا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عينَّي هذا ربيع الدَّمع فاحتشدا | وأبلياني بلاءً غير تعذيرِ |
خص الأمام وعمَّ الناس كلهُمُ | رزءٌ لعمر المنايا غير مجبور |
أم الإمام أصيبت وهْو شاهدها | ولا مُجير على صرف المقادير |
لقد تجاوز مقدارٌ تخرمها | ظهراً منيعاً وعِزاً غير مقهور |
لو أن خابطة عشواء تخبِطنا | لما تُنُخِّل أهل الفضل والخير |
نعاء أمَّ أمير المؤمنين إلى | بيتٍ بمكة فالبطحاء معمور |
نعاء راعية المعروف رعيتَهُ | لكل عان بأرض الروم مأسور |
ولاختلال ثغورٍ طال ما حملتْ | أبناءهن على الجُرْد المحاضير |
مواطنُ البر أمستْ وهي موحشة ٌ | منها وأنكرن عهد الأنس والنور |
ليبكِها راغبٌ كانت ذريعتهُ | حتى تبدل ميسوراً بمعسور |
وليبكها راهب كانت شفيعتهُ | أمسى يحاذر ذنباً غير مغفور |
وليبكها لخلال لا كِفاء لها | أجملن من كل خير كل تفسير |
يا بقعة ً قُدِّرت فيها حفيرتُها | لقد خُصِّصت بتقديس وتطهير |
لا ضير ألاّ تكوني روضة أنفاً | أنيقة النور مِبْهاج الأزاهير |
أمسى جنابك مختاراً على جَدث | من الملائكة الأبرار محضور |
تحية الله أزكاها وأطيبها | على معارف وجهٍ فيك منضورِ |
أما لقد ذهب النومُ المتاح لها | بذكر يومٍ على الأيام مذكور |
يوم وجَدِّك لم تشهده أسعدُهُ | ولا اجتليْنَه ميمونَ التباشير |
إنّا إلى الله مرجوعون ما تركتْ | لنا المصيبة عظماً غير مكسور |
وإن فينا لبُقيا بعدما سلمت | نفس الإمام لنا من كل محذور |