دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دابر أوطاره إلى الذِّكَرِ | وفاقدُ العين تابع الاثر |
مآرب فاته المتاع بها | إلاّ افتقاد العهود بالذِّكرِ |
إذا تعاطتْ منالهنّ يدي | أعجزْنَ إلا تناوشَ الفِكرِ |
سقياً لأيامٍ لم أقل أسفاً | سقياً ولم أبكِ عهد مُدّكرِ |
سقيا ورعيا لعيشة ٍ أُنُفٍ | أصبحتُ من عهدها بمفتقر |
أمتعني دهرُها بغبطته | على الذي كان فيه من قِصر |
إن يطوِ لذّاتها المشيبُ فقد | فضضتُ منها خواتم العُذَر |
أو يذو أغصانَها الزمانُ فقد | جنيتُ منها مَطايب الثمر |
أجزعني حادثُ المشيب وإن | كنت جليداً مستحصِد المِرر |
حُقّ لذي الشيب أن يعفّرهُ | لابل كفاه بالشيب من عَفر |
ما الشيب شيباً فإن سألت به | فالشيب شَوْبُ الحياة ِ بالكدر |
هلاّ يسليك عن شبيبتك الشي | ب ومَنْعاه باقي العُمُر |
أولُ بدءِ المشيب واحدة ٌ | تُشعِل ما جاورتْ من الشعر |
بينا نُرى وحدها إذ اشتعلت | أرتْك نار المشيب في أُخر |
مثل الحريق العظيم تبدؤهُ | أولَ صولٍ صغيرة ُ الشرر |
تُعدي إذا ما بدت صواحبَها | كأنها عُرة من العرر |
كذا صغار الأمور ما برحت | تكون منها مبادىء الكُبر |
ليت شباب الفتى يدوم له | ما عاش أو ينقضي مع الوطر |
لكنه ينقضي وإرْبتُهُ | في القلب مثل الكتاب في الحجر |
يا لمّة ً قد عهدتُها زمناً | سوداءً سحماء جَثلة الغُدر |
هل صِبغة الله فيك عائدة ٌ | يوماً ولو بعد طول منتظر |