تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تلقَّ نصيحتي يا ابن الوزير | بصفحة وجهك الحسن النضيرِ |
إذا ما كنت ذا سخطٍ كبيرٍ | فلا تسخط على رجل صغير |
سخطت على مهندسك الملّقى | وما هو كفءُ سخطك بالضمير |
فكيف إذا أسأت القول فيه | وكيف إذا اعتزمت على النكير |
ظلمت وما ظلمت الخصم لكنِ | ظلمت العتْب ذا القدر الخطير |
قبيحٌ أن تعاقب مستكيناً | وليس عليك غيرك من مُجير |
أعيذك من إخافة مستجير | وأنت مكانُ أمنِ المستجير |
ومن إحلال قارعة ٍ بنفسٍ | رجتك لدى مخاذلة النصير |
أسيرُك فاقْرِهِ واعددْهُ ضيفاً | فما ضيفٌ بأضعف من أسير |
وليس قرى ً بأضعف من تجافٍ | يكون عن المسيء من القدير |
إذا سخط المؤدب خيف منهُ | فكيف تُرى من السخط المبيرِ |
متى يُقرن بسخطٍ منك قِرْنٌ | فدهر الناس ذو الخطب الكبير |
أتوقِعُ بامرىء ٍ لم يمس يرجو | سواك على البلية من ظهير |
ومن لم يُكفَ ما جرّت يداهُ | فقادته الجريرة في جرير |
وأغمد سيفه عن كل شيءٍ | وجرّد نصله لابني سمير |
وإن أنصفت والانصاف أولى | بمثلك فاعلمنْ يا ابن الوزير |
فليس بجائزٍ سخطٌ عظيمٌ | تسلِّطه على رجل حقير |
أتتك به جريمتهُ ذليلاً | غضيض الجفن ذا نظر حسير |
وأعدمَهُ النصيرَ شقاءُ جدٍّ | فأمّل منك معدوم النظيرِ |
أتُظلِم منك ناحية ٌ عليه | وفيها سُنّة القمر المنير |
كفاهُ بأن يراك وأن يرانا | ونحن لديك في العيش الغرير |
وأنّا مكرمون لديك طراً | نراه بمزْجَر المُقصَى الحقير |
لذاك أمضُّ من مَضض التنائي | وأتعبُ للشقي من المسير |
ومن تسخط عليه فذو اغترابٍ | وإن لم يمسِ في بلدٍ شطير |
كفاهُ فوتُ تقريب المُناجَى | لديك وفقدُ منزلة الأثير |
مضى لك أولٌ فيه جميلٌ | فصِلْهُ بمنّة ٍ لك في أخير |