العطايا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أعطوك ؟! | لا تغفرْ لمقتصليك | كل ترابةٍ وطنٌ وجيشٌ | عندما مروا على حقويك حطتْ آخر العربات أوتادا وحامية | و ما التفتوا | إذا أعطوك لا تسهو عن الموتى إذا ماتوا | عن الحجر الذي يرتد تحت يديك | لا تغفر لمغتصبيك، لا تدخل خيامهم الكسيحة | ربما أعطوك أوسمة النهاية | عندما دخلوا إلى عينيك في شرر الحوافر | فاحتفل بالبدء في قوسٍ وفي قدحٍ | لتسكرْ ، مثلما تحلو النوارسُ ، مثل كأسٍ | قيل لي أعطوك . لكن | عندما تغفو على وطنٍ بكل ترابةٍ ، | تصحو كمكتنز الهوادج، | أيقظْ الصلصالَ وارسمْ شكلَ مقتصليك | لا تغفر لمحتفلي نهايتك الأخيرة . | مرت العجلات في لحم الكواحل، فانتخبْ موتاً جميلا | عندما لا تنتهي تنسى | فكن مستقبل الماضي، ولا تغفر لذاكرة الوعول | استنفر الأحلام | كل مدججٍ بالحلم ذاكرةٌ تهندسُ شكلها | وتغادر الأيام . | إن أعطوك لا تأخذ سوى لغة تحاور نفسها | تمحو وتنسى | ثم ترسم شكل مغتصبيك | هل أعطوك ؟ | أعطوني دماً و جنازة، فاخلعْ قناعَ الوحم | واطلق زهرة الصلصال | لا تغفر لمزدردي ترابك، وانتخب وطناً | له أطفاله ونخيله | ومحارة تعطي . | لترفض كلما أعطوك . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .