يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
يابن الوزيرين سمعاً من أخي طَلَبٍ | بين الرجاء وبين اليأس مكدودِ |
لا تبخلنَّ على منْ لستَ كافيهُ | بأن تقولتزحزحْ غير مطرودِ |
فإن خشيتَ هجائي فاخشَ حينئذٍ | من كلِّ شيء محالِ الكونِ مفقودِ |
واللَّهلا قلتُ فيكم ماأكيدُ به | نفسي وكنتُ في سِربَال محسودِ |
ولا أفضتُ بحرفٍ في مَلامكُمُ | يا آل وهبٍطوال البيضِ والسّودِ |
إنّي لأعلَمُ أنِّي لا أفُوتُكُمُ | على مطايا سُليمان بن داودِ |
ولو أمنتُكُم أمني يَدي وفمي | لما نَشدتُمْ وفائي غيرَ مَوجودِ |
لكمْ على منطقي سلطانُ مُرْتَقبٍ | أضحى يؤيِّدُهُ سلطان مودود |
فما وفائي بِمدخولٍ لكم أبداً | لكنَّه كَوفَاءِ العِرقِ لِلعُودِ |
سدَّ السَّدَادُ فمي عَمَّا يُريبُكُمُ | لكنْ فمُ الحالِ مني غيرُ مسدودِ |
وفي ضميريَ نُصحٌ لستُ أُغْمدُهُ | عنكُمْوما نُصحُ ذي نُصح بمغْمُودِ |
حَالي تَصيحُ بما أوليتُ مُعْلنَة ً | وكلُّ ما تدَّعيه غيرُ مَردودِ |
وقصَّتي معكمْ نارٌ على علمٍ | لا فطنة ٌ بطَنَتْ في قلب جُلْمُودِ |
فكيفَ يخفى وأُخفي ما جرى لكُمُ | عليَّ من طول ظلمٍ غير معدودِ |
وألسُنُ الناس شتَّى لستُ أملكُها | إذا رأَوا مُحسناً في حال مَصْفودِ |
من يْبذُلُ العُذْرَ في مثْلي لمثْلِكُمُ | أو يذخَرُ النُّصحَ عن لهْفَانَ مجهودِ |
بلْ من يرى فَضلَ مسكين على مَلكٍ | فلا يقولُ مقالاً غيرَ محمودِ |
كم آنفٍ لكُمْ من أن تُرى مِدحي | منقُودة ًوجَدَاك غير منقودِ |
كُلِّي هجاءوقتلي لا يَحلُّ لكمْ | فما يُداويكمُ منِّي سوى الجُودِ |
ورُبَّ ذَمٍّ أتى من غَيرِ مُجتَرمٍ | ورُبَّ قَذْفٍ جرى من غير مَحدودِ |
صَدَقْتُكُمُوجوابُ الصَّدقْ يَلزَمُكُمْ | وما جوابُ أخي صدقٍ بمردودِ |
فأحسنوا بي كإحسان الإله بكمْ | مُلِّيتُمُ حظَّ محقوقٍ ومجدودِ |
أجدُّوا جدّاً غير منكودٍ لأشكره | أو صرِّحوا لي بيأسٍ غير منكودِ |
وبينوا لي أمري إنني معكمْ | في سرمدٍ من ظلام الشكِّ ممدودِ |
وما انصرافي عنكم إن حرمتُكُمُ | إلا انصرافُ شَقيٍّ غير مَسعودِ |
مُدَفَّعٍ حين يغشى الناسَ مجتنبٍ | مُخَيَّبٍ حين يبغي الخيرَ محدودِ |
ومن قبلتُمْ فمقبولٌ لكمْ أبداً | ومنْ أبيتُمْ فبلوٌ غيرُ معهودِ |
إنْ كانْ حيّاً أباهُ كلُّ مضطربٍ | أو كان ميتاً أباهُ كلُّ ملحودِ |
لكنَّ في اليأس لي عَفواً وعافية | واليأسُ رفدٌ لِعافٍ غير مرفودِ |
بل ليس في البأس خيرٌ أو يزيِّنَهُ | في عين طالب خيرٍ مطلُ موعودُ |
بل لا أغرُّكَ من خِيمي ولا شيمي | أني لجلدٌ صبورٌ غير مهدودِ |
قل ماتشاء فإني منهُ معتصمٌ | بمُدمجٍ من حبال العزِّ ممسودِ |
لا والذي قدمتْ عندي صنائعه | لابِتُّ إلاَّ على صبرٍ ومجلودِ |
ما أنتَ رزقي ولا عمري وعافيتي | فاجهد بصرمكَإني غيرُ معمودِ |
منْ رَدَّني غير مصفودٍ فإنّ له | عندي عفافاً وعزماً غيرَ مصفودِ |
في راحة اليأس لي من بُغيتي عوضٌ | وحسبيَ اللَّهُ مَدعَى كلِّ منجودِ |
لنْ أرى اليأس نعياً حين يُؤيسُنِي | من سَيب كفِّك بل بشرى بمولودِ |
ولستُ أوَّلَ صادٍ صدَّهُ قدرٌ | فّذيد عن ورد صافي الماء مورودِ |
وقَبلَ برِّك بي ما بَرِّني ملكٌ | لا تملكونَ عليه حَلَّ معقودِ |
مازال يضمنُ رزقي منذ أنشأني | بفضله وهو حَيٌّ غير مأمودِ |
هذا على أنَّ سُخطي لا يُخلِّفُني | عن مشهدٍ من مآل الخير مشهودِ |
وما أحارُ على أنِّي تُحيَّرني | أطباقُ ليل كثيف السُّد مَنضودِ |
أشياءُ منك تحرَّاني لتُورطني | والحزم يعدل بي عن كل أخدودِ |
مُشِّككاتٌ تعنِّيني وتتعبني | ما زالَ دائيَ منها داءَ مفئودِ |
منعٌ ومنحٌ وإصغارٌ وتكرمة ٌ | وشَدُّ عَقد وطوراً نقضُ مشدودِ |
فإنَّما أنا في لبسٍ وذبذبة ٍ | وخوف جانٍ بمُرِّ النَّقْم مرصودِ |
حتى كأني وما أسلفُت سيِّئة ً | مُطالبٌ تحت حقدٍ منك محقودِ |