شجوُ قلبي من سائر الخلق شاجي
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
شجوُ قلبي من سائر الخلق شاجي | ليس للقلب دونَهَا من مَعَاجِ |
أفْرَدَتْها بالقلب أَفرادُ حُسْن | خُلِقَتْ وحدها بلا أزواجِ |
فجرى حبها من القلب والأح | شاء مجرى ً خلاف مجرى اللجاجِ |
هو حب جاء الهوى فيه والرأ | ي سواءً وليس بالإلهاجِ |
ذات جِيدٍ يُزْهَى على كل عقد | وجبين يزهى على كل تاجِ |
يتلقاك في الغلائل منها | وجهُ شمسٍ وجسم دمية ِ عاجِ |
أَسبلت من ذراه جعداً أثيثاً | جائزاً حدَّ متنها الرّجراج |
جارياً فوق متنها جرية الما | وإن كان حالك الأمواجِ |
فهي أما السراجُ منها فوهَّا | ج وأما الظلام منها فداجي |
رملة عَبْلة من البُدْن غصن | مخْطَفٌ مرهف من الإدماجِ |
فلأعطافها صنوفُ اهتزاز | ولأردافها صنوف ارتجاجِ |
طلعت في لَبُوسها وحلاها | كمَهاة في روضة مِبْهاجِ |
ثم قالت بطرفها سوف تدري | فأضافت عليّ رَحْب الفجاجِ |
حدَّدت طرفها وعيداً لصبٍّ | صرْعته بطرفها وهو ساجي |
ليت شعري علام أُوعَد بالهج | ر ووُدِّي ودٌّ بغير مزاجِ |
وأنا الخاضع الشحيح على السِّرْ | رِ كشُحِّي على دم الأوداجِ |
والتي ما رأيتها قط إلا | عاد عندي الحسان مثلَ السِّماجِ |
يا له من صِبا بغير تصاب | وشجى ً خالص بغير تشاجي |
قل لمن حرَّمتْ عليَّ جَداها | أين لطفُ الغنيِّ للمحتاجِ |
عجباً لي وللذي سوَّلتْ لي | منكِ نفسي وللذي أنا راجي |
أنا راجٍ لأنْ يفوز بحظٍ | منك قلبي وليتَه منك ناجي |
ليت شعري أسحرُ عينيك داء ال | قلبِ أم نارُ خدِّك الوهاجِ |
أيها الناس ويحكم هل مُغيثٌ | لِشَيخٍ يستغيث من ظلم شاجي |
من مُجيري من أضعفِ الناس ركناً | ولعينيه سطوة الحَجَّاجِ |
شادنٌ يرتعي القلوبَ ببغدا | دَ ولا يرتعي الخَلا بالنِّباجِ |
أورث القلبَ سحرُ عينيه داء | ما له غيرَ ريقِهِ من علاجِ |
ولئن قلتُ شادنٌ إن قلبي | لأَسيرٌ لغادة ٍ مِغْناجِ |
يومُها للنديم يومُ نعيمٍ | والتذاذٍ وحَبرة ٍ وابتهاجِ |
ذات شدوٍ إذا جرت فيه للشرْ | بِ جَرى أمرُها على المنهاجِ |
يبعث الساكنَ البعيدَ اهتياجاً | ويداوي حرارة المهتاجِ |
أقبلتْ والربيعُ يختال في الرو | ض وفِي المُزْن ذي الحيا الثَّجَّاجِ |
ذو سماء كأدكن الخَزِّ قد غيْ | يَمَت وأرضٍ كأخضر الديباجِ |
وتجلى عن كل ما نتمنى | موعدُ الكَذْخُذَاة والهِيلاجِ |
فظللنا في نزهتين وفي حُسْ | نَيينِ بين الأرمال والأهزاجِ |
نغمة تسحر القلوب وضربٌ | هو بين الترتيل والإدراجِ |
سيرة بين سيرتين من القَص | ف تُنَسِّيك سيرة الهِمْلاَجِ |
ونعمنا بليلة ليس لِلْهَمْ | مِ لديها قِرى ً سوى الإزعاج |
قد جعلنا الكؤوس فيها نجوماً | وجَعلنا الأكُفَّ كالأبراج |
تم فيها النعيم كلَّ تمامٍ | وعلا قدره عن الإخداجِ |
بفتاة ٍ تسرنا في المثاني | وعجوزٍ تسرنا في الزجاجِ |
لم نزل نشرب المدامة حتى | عاد منها الفصيح كاللَّجلاجِ |
أخذت من رؤوس قوم كرام | ثأْرَها عند أرجُل الأعلاجِ |
وَطِئتها الأعلاجُ فانتقمت منْ | نَا شَمولٌ تُضِيء ضوء السراجِ |
فترى كل مِصْقع ذا سِقاط | وترى كل قيِّم ذا اعوجاجٍ |
يا لها ليلة ً قضينا بها حا | جاً وإن علَّقت قلوباً بحاجِ |
رفعتْنا السعود فيها إلى الفو | ز فكانت كليلة المِعرَاجِ |