م أحمدُ اللَّه حمدقابلٍ شُكر رَبِّه غيرِ آبِ
مدة
قراءة القصيدة :
24 دقائق
.
م أحمدُ اللَّه حمدقابلٍ شُكر رَبِّه غيرِ آبِ | طار قومٌ بخفَّة الوزن حتى |
لحقوا رفْعَة ً بقاب العُقابِ | ورسا الراجحون من جِلَّة ِ النا |
سِ رسوَّ الجبال ذات الهضابِ | وَلَما ذاك للئامِ بفَخْرٍ |
لا ولا ذاك للكرام بعابِ | هكذا الصخرُ راجحُ الوزنِ راسٍ |
وكذا الذرُّ شائُل الوزنِ هابِ | فليَطِرْ معشرٌ ويعلو فإني |
لا أراهم إلا بأسفل قابِ | لا أعدُّ العلوَّ منهم عُلواً |
بل طُفُوّاً يمينَ غيرِ كِذابِ | جِيفٌ أنتنت فأضحتْ على اللُّجْ |
جَة والدُّرُّ تحتها في حجابِ | وغُثاءٌ علا عُباباً من اليمْ |
مِ وغاص المَرْجانُ تحت العُبابِ | ورجالٌ تغلَّبوا بزمانٍ |
أنا فيه وفيهُم ذو اغترابِ | غلبوني به على كل حظٍّ |
غيرَ حظٍّ يفوتُ كلَّ اغتصابِ | إنني مؤمنٌ وإني أخو الحقْ |
قّ عليمٌ بفَرْعهِ والنِّصابِ | قلت إن تغلبوا بغالِب مغلو |
بٍ فحسبي بغالبِ الغَلاّبِ | وبِخلٍّ إذا اختللتُ رعاني |
بالذي بيننا من الأسبابِ | كأبي سهلٍ المُسَهِّلِ مأتَى |
كلِّ عُرْفٍ وفاتحِ الأبوابِ | يا بن نوبختٍ المَزُورَ على البُخْ |
ت تَغالَى في سيرها والعِرابِ | أنا شاكٍ إليك بعضَ ثِقاتي |
فافهم اللحنَ فهو كالإعرابِ | لي صديقٌ إذا رأى لي طعاماً |
لم يكد أن يجودَ لي بالشرابِ | فإذا ما رآهما لي جميعاً |
كَفياني لديه لُبسَ الثيابِ | فمتى ما رأى الثلاثة عندي |
فهْي حسبي لديه من آرابي | لا يراني أهلاً لِملْكِ الظَّهار |
يِّ ولا موضعَ العطايا الرِّغابِ | وكأني في ظَنهِ ليس شأني |
لَهْوَ ذي نُهيَة ٍ ولا مُتصابِ | فيَّ طبعٌ ملائكيٌّ لديهِ |
عازفٌ صادفٌ عن الإطرابِ | أو حماريَّة ٌ فمقدارُ حظّي |
شَبعة ٌ عندهُ بلا إتعابِ | إنما حظيَ اللَّفاءُ لديهِ |
مَع ما فيهِ بي مِنَ الإعجابِ | ليس ينفكّ شاهداً لي بفهمٍ |
وبيانٍ وحكمة ٍ وصوابِ | ومتى كان فتحُ بابٍ من اللَّ |
ه توقعتُ منهُ إغلاق بابِ | كاتبٌ حاسبٌ فقد عامل الخلْ |
لَة َ بيني وبينهُ بالحسابِ | ليس ينفكّ من قِصاصي إذا أح |
سنَ دهرٌ إليَّ أو من عقابي | كلما أحسن الزمانُ أبَى الإح |
سانَ يا للعُجابِ كلِّ العجابِ | أحمدُ اللهَ يا أبا سهل السه |
لَ مرامِ النوال للطُلاَّبِ | والفتى المُرتجَى لفصل القَضايا |
عند إشكالها وفصلِ الخطابِ | لِمْ إذا أقبلَ الزمانُ بإخصا |
بٍ تربّعتُ منك في إجدابِ | أترى الدهرَ ليس يُعجب من هَيْ |
جك عتبي إذا نوى إعتابي | وتجافيكَ حين يعطفُ والوا |
جبُ أن تستهلَّ مثل السحابِأحمدُ اللَّه حمدَ شاكرِ نُعْمَى | قابلٍ شُكر رَبِّه غيرِ آبِ |
طار قومٌ بخفَّة الوزن حتى | لحقوا رفْعَة ً بقاب العُقابِ |
ورسا الراجحون من جِلَّة ِ النا | سِ رسوَّ الجبال ذات الهضابِ |
وَلَما ذاك للئامِ بفَخْرٍ | لا ولا ذاك للكرام بعابِ |
هكذا الصخرُ راجحُ الوزنِ راسٍ | وكذا الذرُّ شائُل الوزنِ هابِ |
فليَطِرْ معشرٌ ويعلو فإني | لا أراهم إلا بأسفل قابِ |
لا أعدُّ العلوَّ منهم عُلواً | بل طُفُوّاً يمينَ غيرِ كِذابِ |
جِيفٌ أنتنت فأضحتْ على اللُّجْ | جَة والدُّرُّ تحتها في حجابِ |
وغُثاءٌ علا عُباباً من اليمْ | مِ وغاص المَرْجانُ تحت العُبابِ |
ورجالٌ تغلَّبوا بزمانٍ | أنا فيه وفيهُم ذو اغترابِ |
غلبوني به على كل حظٍّ | غيرَ حظٍّ يفوتُ كلَّ اغتصابِ |
إنني مؤمنٌ وإني أخو الحقْ | قّ عليمٌ بفَرْعهِ والنِّصابِ |
قلت إن تغلبوا بغالِب مغلو | بٍ فحسبي بغالبِ الغَلاّبِ |
وبِخلٍّ إذا اختللتُ رعاني | بالذي بيننا من الأسبابِ |
كأبي سهلٍ المُسَهِّلِ مأتَى | كلِّ عُرْفٍ وفاتحِ الأبوابِ |
يا بن نوبختٍ المَزُورَ على البُخْ | ت تَغالَى في سيرها والعِرابِ |
أنا شاكٍ إليك بعضَ ثِقاتي | فافهم اللحنَ فهو كالإعرابِ |
لي صديقٌ إذا رأى لي طعاماً | لم يكد أن يجودَ لي بالشرابِ |
فإذا ما رآهما لي جميعاً | كَفياني لديه لُبسَ الثيابِ |
فمتى ما رأى الثلاثة عندي | فهْي حسبي لديه من آرابي |
لا يراني أهلاً لِملْكِ الظَّهار | يِّ ولا موضعَ العطايا الرِّغابِ |
وكأني في ظَنهِ ليس شأني | لَهْوَ ذي نُهيَة ٍ ولا مُتصابِ |
فيَّ طبعٌ ملائكيٌّ لديهِ | عازفٌ صادفٌ عن الإطرابِ |
أو حماريَّة ٌ فمقدارُ حظّي | شَبعة ٌ عندهُ بلا إتعابِ |
إنما حظيَ اللَّفاءُ لديهِ | مَع ما فيهِ بي مِنَ الإعجابِ |
ليس ينفكّ شاهداً لي بفهمٍ | وبيانٍ وحكمة ٍ وصوابِ |
ومتى كان فتحُ بابٍ من اللَّ | ه توقعتُ منهُ إغلاق بابِ |
كاتبٌ حاسبٌ فقد عامل الخلْ | لَة َ بيني وبينهُ بالحسابِ |
ليس ينفكّ من قِصاصي إذا أح | سنَ دهرٌ إليَّ أو من عقابي |
كلما أحسن الزمانُ أبَى الإح | سانَ يا للعُجابِ كلِّ العجابِ |
أحمدُ اللهَ يا أبا سهل السه | لَ مرامِ النوال للطُلاَّبِ |
والفتى المُرتجَى لفصل القَضايا | عند إشكالها وفصلِ الخطابِ |
لِمْ إذا أقبلَ الزمانُ بإخصا | بٍ تربّعتُ منك في إجدابِ |
أترى الدهرَ ليس يُعجب من هَيْ | جك عتبي إذا نوى إعتابي |
وتجافيكَ حين يعطفُ والوا | جبُ أن تستهلَّ مثل السحابِ |
أفلا إذا رأيتَ دهري سقاني | بِذَنوبٍ سقيتني بِذنابِ |
أين منك المنافساتُ اللواتي | عَهِدَ الناسُ من ذوي الأحسابِ |
أين منك المقايساتُ اللواتي | عَهِدَ الناسُ من ذوي الألبابِ |
ما هنَاتٌ تعرضتْ لك فَلَّتْ | منك شُؤبوبَ سابحٍ وَثَّابِ |
أين عن مُعْرِقٍ من الخيلِ طرفٍ | عزَّ إحضارُهُ اقتحامَ العُقابِ |
أمن العدلِ أن تعُدَّ كثيراً | ليَ ما تستقلُّ للأوقابِ |
أتُراني دون الأولى بلغوا الآ | مالَ من شُرطة ٍ ومن كُتّابِ |
وتِجارٍ مثل البهائمِ فازوا | بالمنى في النفوس والأحبابِ |
فيهمُ لُكنة ُ النَّبيط ولكنْ | تحتها جاهليَّة ُ الأعرابِ |
أصبحوا يلعبون في ظل دهرٍ | ظاهِر السُّخْف مثلهم لَعَّابِ |
غيرَ مُغنين بالسيوف ولا الأقْ | لامِ في موطنٍ غَنَاءَ ذُبابِ |
ليس فيهم مُدافعٌ عن حريمٍ | لا ولا قائمُ بصدر كتابِ |
مْتَسمَّين بالأمانة زوراً | والمَناتينُ أخربُ الخُرَّابِ |
كاذبي المادحين يعلمُه اللَّ | هُ عُدول الهُجاة والعُيَّابِ |
شَغَلَتْ موضعَ الكُنى لا بِل الأسْ | ماء منهم قبائحُ الألقابِ |
خيرُ ما فيهُم ولا خيرَ فيهم | أنهم غيرُ آثمي المُغتابِ |
ويظلون في المنَاعم واللذّا | تِ بين الكواعب الأَترابِ |
لَهُمُ المُسمِعَاتُ ما يُطربُ السا | معُ والطائفاتُ بالأكوابِ |
نَعَمٌ ألبسهُمُ نِعَمُ اللَّ | ه ظلالَ الغصون منها الرِّطابِ |
حين لا يشكرونها وهي تَنمي | لا ولا يكفرونها بارتقابِ |
إن تلك الغصونَ عندي لتُضحي | ظالماتٍ فهل لها من متابِ |
ما أُبالي أأثمرتْ لاجتناءٍ | بعد هذا أم أيبستْ لاحتطابِ |
كم لديهم للهوهم من كَعاب | وعجوزٍ شبيهة ٍ بالكَعابِ |
خَنْدَريس إذا تراخت مَداها | لبست جِدة ً على الأحقابِ |
بنتُ كرمٍ تُديرها ذاتُ كَرْم | موقَدِ النحرِ مثمرِ الأعنابِ |
حِصْرِمٌ من زَبرجدٍ بين نَبْع | من يواقيتَ جمرُها غيرُ خابِ |
فوق لَبّاتِ غادة ٍ تترك الخا | ليَ من كلّ صَبوة ٍ وهْو صابِ |
ما اكتستْ شَيْبَة ً سوى نظمِها الدُّرْ | رَ على رأسها البَهيمِ الغرابي |
لونُ ناجودِها إذا هي قامت | لون ياقوتها المضيءِ الثقابِ |
وعلى كأسها حَبابٌ يُباري | ما على رأسها بذاك الحِبابِ |
دُرُّ صهباءَ قد حكى دُرَّ بيضا | ءَ عَروبٍ كَدُمْية ِ المحرابِ |
تحملُ الكأس والحُليّ فتبدو | فتنة الناظرين والشُرَّابِ |
يا لها ساقياً تُدير يداه | مَستطاباً يُنالُ من مُستطابِ |
لَذة ُ الطَّعمِ في يَدَيْ لذّة ِ الملْ | ثَمِ تدعو الهوى دعاءَ مُجابِ |
حولَها مِنْ نُجَارِها عينُ رملٍ | ليس ينفك صَيدُها أُسدَ غابِ |
يُونقُ العينَ حسنُ ما في أَكُفٍّ | ثَمَّ تَسقي وحُسْنُ ما في رقابِ |
ففمٌ شاربٌ رحيقاً وطَرفٌ | شارب ماءَ لَبّة ٍ وسِخابِ |
وَمِزاجُ الشَّرابِ إن حاولوا المز | جَ رُضابٌ يا طيبَ ذاك الرُّضابِ |
من جَوارٍ كأنهنَّ جَوارٍ | يتسلسلنَ من مياهٍ عذابِ |
لابساتٍ من الشفوف لَبوساً | كالهواء الرّقيق أو كالشرابِ |
ومن الجوهرِ المضيء سناهُأحمدُ اللَّه حمدَ شاكرِ نُعْمَى | قابلٍ شُكر رَبِّه غيرِ آبِ |
طار قومٌ بخفَّة الوزن حتى | لحقوا رفْعَة ً بقاب العُقابِ |
ورسا الراجحون من جِلَّة ِ النا | سِ رسوَّ الجبال ذات الهضابِ |
وَلَما ذاك للئامِ بفَخْرٍ | لا ولا ذاك للكرام بعابِ |
هكذا الصخرُ راجحُ الوزنِ راسٍ | وكذا الذرُّ شائُل الوزنِ هابِ |
فليَطِرْ معشرٌ ويعلو فإني | لا أراهم إلا بأسفل قابِ |
لا أعدُّ العلوَّ منهم عُلواً | بل طُفُوّاً يمينَ غيرِ كِذابِ |
جِيفٌ أنتنت فأضحتْ على اللُّجْ | جَة والدُّرُّ تحتها في حجابِ |
وغُثاءٌ علا عُباباً من اليمْ | مِ وغاص المَرْجانُ تحت العُبابِ |
ورجالٌ تغلَّبوا بزمانٍ | أنا فيه وفيهُم ذو اغترابِ |
غلبوني به على كل حظٍّ | غيرَ حظٍّ يفوتُ كلَّ اغتصابِ |
إنني مؤمنٌ وإني أخو الحقْ | قّ عليمٌ بفَرْعهِ والنِّصابِ |
قلت إن تغلبوا بغالِب مغلو | بٍ فحسبي بغالبِ الغَلاّبِ |
وبِخلٍّ إذا اختللتُ رعاني | بالذي بيننا من الأسبابِ |
كأبي سهلٍ المُسَهِّلِ مأتَى | كلِّ عُرْفٍ وفاتحِ الأبوابِ |
يا بن نوبختٍ المَزُورَ على البُخْ | ت تَغالَى في سيرها والعِرابِ |
أنا شاكٍ إليك بعضَ ثِقاتي | فافهم اللحنَ فهو كالإعرابِ |
لي صديقٌ إذا رأى لي طعاماً | لم يكد أن يجودَ لي بالشرابِ |
فإذا ما رآهما لي جميعاً | كَفياني لديه لُبسَ الثيابِ |
فمتى ما رأى الثلاثة عندي | فهْي حسبي لديه من آرابي |
لا يراني أهلاً لِملْكِ الظَّهار | يِّ ولا موضعَ العطايا الرِّغابِ |
وكأني في ظَنهِ ليس شأني | لَهْوَ ذي نُهيَة ٍ ولا مُتصابِ |
فيَّ طبعٌ ملائكيٌّ لديهِ | عازفٌ صادفٌ عن الإطرابِ |
أو حماريَّة ٌ فمقدارُ حظّي | شَبعة ٌ عندهُ بلا إتعابِ |
إنما حظيَ اللَّفاءُ لديهِ | مَع ما فيهِ بي مِنَ الإعجابِ |
ليس ينفكّ شاهداً لي بفهمٍ | وبيانٍ وحكمة ٍ وصوابِ |
ومتى كان فتحُ بابٍ من اللَّ | ه توقعتُ منهُ إغلاق بابِ |
كاتبٌ حاسبٌ فقد عامل الخلْ | لَة َ بيني وبينهُ بالحسابِ |
ليس ينفكّ من قِصاصي إذا أح | سنَ دهرٌ إليَّ أو من عقابي |
كلما أحسن الزمانُ أبَى الإح | سانَ يا للعُجابِ كلِّ العجابِ |
أحمدُ اللهَ يا أبا سهل السه | لَ مرامِ النوال للطُلاَّبِ |
والفتى المُرتجَى لفصل القَضايا | عند إشكالها وفصلِ الخطابِ |
لِمْ إذا أقبلَ الزمانُ بإخصا | بٍ تربّعتُ منك في إجدابِ |
أترى الدهرَ ليس يُعجب من هَيْ | جك عتبي إذا نوى إعتابي |
وتجافيكَ حين يعطفُ والوا | جبُ أن تستهلَّ مثل السحابِ |
أفلا إذا رأيتَ دهري سقاني | بِذَنوبٍ سقيتني بِذنابِ |
أين منك المنافساتُ اللواتي | عَهِدَ الناسُ من ذوي الأحسابِ |
أين منك المقايساتُ اللواتي | عَهِدَ الناسُ من ذوي الألبابِ |
ما هنَاتٌ تعرضتْ لك فَلَّتْ | منك شُؤبوبَ سابحٍ وَثَّابِ |
أين عن مُعْرِقٍ من الخيلِ طرفٍ | عزَّ إحضارُهُ اقتحامَ العُقابِ |
أمن العدلِ أن تعُدَّ كثيراً | ليَ ما تستقلُّ للأوقابِ |
أتُراني دون الأولى بلغوا الآ | مالَ من شُرطة ٍ ومن كُتّابِ |
وتِجارٍ مثل البهائمِ فازوا | بالمنى في النفوس والأحبابِ |
فيهمُ لُكنة ُ النَّبيط ولكنْ | تحتها جاهليَّة ُ الأعرابِ |
أصبحوا يلعبون في ظل دهرٍ | ظاهِر السُّخْف مثلهم لَعَّابِ |
غيرَ مُغنين بالسيوف ولا الأقْ | لامِ في موطنٍ غَنَاءَ ذُبابِ |
ليس فيهم مُدافعٌ عن حريمٍ | لا ولا قائمُ بصدر كتابِ |
مْتَسمَّين بالأمانة زوراً | والمَناتينُ أخربُ الخُرَّابِ |
كاذبي المادحين يعلمُه اللَّ | هُ عُدول الهُجاة والعُيَّابِ |
شَغَلَتْ موضعَ الكُنى لا بِل الأسْ | ماء منهم قبائحُ الألقابِ |
خيرُ ما فيهُم ولا خيرَ فيهم | أنهم غيرُ آثمي المُغتابِ |
ويظلون في المنَاعم واللذّا | تِ بين الكواعب الأَترابِ |
لَهُمُ المُسمِعَاتُ ما يُطربُ السا | معُ والطائفاتُ بالأكوابِ |
نَعَمٌ ألبسهُمُ نِعَمُ اللَّ | ه ظلالَ الغصون منها الرِّطابِ |
حين لا يشكرونها وهي تَنمي | لا ولا يكفرونها بارتقابِ |
إن تلك الغصونَ عندي لتُضحي | ظالماتٍ فهل لها من متابِ |
ما أُبالي أأثمرتْ لاجتناءٍ | بعد هذا أم أيبستْ لاحتطابِ |
كم لديهم للهوهم من كَعاب | وعجوزٍ شبيهة ٍ بالكَعابِ |
خَنْدَريس إذا تراخت مَداها | لبست جِدة ً على الأحقابِ |
بنتُ كرمٍ تُديرها ذاتُ كَرْم | موقَدِ النحرِ مثمرِ الأعنابِ |
حِصْرِمٌ من زَبرجدٍ بين نَبْع | من يواقيتَ جمرُها غيرُ خابِ |
فوق لَبّاتِ غادة ٍ تترك الخا | ليَ من كلّ صَبوة ٍ وهْو صابِ |
ما اكتستْ شَيْبَة ً سوى نظمِها الدُّرْ | رَ على رأسها البَهيمِ الغرابي |
لونُ ناجودِها إذا هي قامت | لون ياقوتها المضيءِ الثقابِ |
وعلى كأسها حَبابٌ يُباري | ما على رأسها بذاك الحِبابِ |
دُرُّ صهباءَ قد حكى دُرَّ بيضا | ءَ عَروبٍ كَدُمْية ِ المحرابِ |
تحملُ الكأس والحُليّ فتبدو | فتنة الناظرين والشُرَّابِ |
يا لها ساقياً تُدير يداه | مَستطاباً يُنالُ من مُستطابِ |
لَذة ُ الطَّعمِ في يَدَيْ لذّة ِ الملْ | ثَمِ تدعو الهوى دعاءَ مُجابِ |
حولَها مِنْ نُجَارِها عينُ رملٍ | ليس ينفك صَيدُها أُسدَ غابِ |
يُونقُ العينَ حسنُ ما في أَكُفٍّ | ثَمَّ تَسقي وحُسْنُ ما في رقابِ |
ففمٌ شاربٌ رحيقاً وطَرفٌ | شارب ماءَ لَبّة ٍ وسِخابِ |
وَمِزاجُ الشَّرابِ إن حاولوا المز | جَ رُضابٌ يا طيبَ ذاك الرُّضابِ |
من جَوارٍ كأنهنَّ جَوارٍ | يتسلسلنَ من مياهٍ عذابِ |
لابساتٍ من الشفوف لَبوساً | كالهواء الرّقيق أو كالشرابِ |
ومن الجوهرِ المضيء سناهُ | شُعلاً يلتهبنَ أيَّ التهابِ |
فترى الماءَ ثَمَّ والنارَ والآ | لَ بتلك الأبشارِ والأسلابِ |
يوجسُ الليلُ رِكْزَهُنَّ فينجا | بُ وإن كان حالِكَ الجِلبابِ |
عن وجوهٍ كأَنهنَّ شموسٌ | وبدورٌ طلعنَ غبَّ سحابِ |
سالمتْها الأَندابُ وهي من الرِّقْ | قَة ِ أَوْلى الوجوعِ بالأندابِ |
أوجهٌ لا تزال تُرمَى ولا تَدْ | مَى على كثرة ِ السّهام الصِّيابِ |
بل تَرُدُّ السّهام مُنكفئاتٍ | فتصيبُ القلوبَ غيرَ نوابِ |
جُعِلَ النُّبْلُ والرَّشاقة ُ حظّي | نِ لتلك الأكفالِ والأقرابِ |
فتمايلنَ باهتزازٍ غصونٍ | ناعمَاتٍ وبارتجاج روابي |
ناهداتٍ مطرّفاتٍ يمانع | نك رُمَّانَهُنَّ بالعُنَّابِ |
لو تَرى القومَ بينهنّ لأجبر | تَ صُراحاً ولم تقلْ باكتسابِ |
من أناسٍ لا يُرْتَضون عبيداً | وهمُ في مراتبِ الأربابِ |
حالُهُمْ حالُ من له دارتِ الأف | لاكُ واستوسقتْ على الأقطابِ |
وكذاك الدنيا الدنيَّة ُ قدراً | تتصدَّى لأَلأم الخُطابِ |
مُكِّنوا من رحالِ مَيْسٍ وطيئا | تٍ وأصحابُنا على الأقتابِ |
كابن عمار الذي تركتْهُ | حَمَقَاتُ الزمان كالمُرتابِ |
من فتى ً لو رَأيتَهُ لرأتْ عيْ | ناك عِلماً وحِكمة ً في ثيابِ |
بزَّهُ الدهرُ ما كسا الناسَ إلا | ما عليه من لَحمه والإهاب |
أو حُلى ظَرْفهِ التي نَحَستْهُ | فلو اسطاع باعها بجِرابِ |
سوءة ً سوءة ً لصُحبة دنيا | أسخطتْ مثلَه من الأصحابِ |
لهفَ نفسي على مَناكيرَ للنُّك | رِ غضابٍ ذوي سيوف عِضابِ |
تغسِلُ الأرضَ بالدماء فتُضحى | ذاتَ طُهر تُرابُها كالمَلابِ |
من كلابٍ نأى بها كلَّ نأيٍ | عن وفاءِ الكلابِ غدرُ الذئابِ |
وإثباتٍ على الظِّباء ضِعافٍ | عن وِثاب الأسود يومَ الوِثابِ |
شُرَطٌ خُوِّلوا عقائلَ بيضاً | لا بأحسابهم بل الاكتسابِ |
من ظباءِ الأنيس تلك اللواتي | تترك الطالبين في أنصابِ |
فإذا ما تعجّبَ الناسُ قالوا | هل يصيد الظباءَ غيرُ الكلابِ |
أصبحوا ذاهلين عن شَجَن النا | س وإن كان حبلُهم ذا اضطرابِ |
في أمورٍ وفي خمورٍ وسمُّو | رٍ وفي فاقُمٍ وفي سِنْجابِ |
وتهاويلَ غير ذاك من الرَّقْ | م ومن سُندسٍ ومن زِرْيابِ |
في حَبيرٍ مُنمنَمٍ وعَبيرٍ | وصِحانٍ فسيحة ٍ ورِحابِ |
في ميادين يخترقن بساتي | ن تمسُّ الرؤوس بالأهدابِ |
ليس ينفك طيرُها في اصطحابٍ | تحت أظلالِ أيكها واصطحابِ |
من قرينَيْنِ أصبحا في غِناءٍ | وفريدين أصبحا في انتحابِ |
بين أفنانها فواكه تَشفي | من تَداوَى بها من الأوصابِ |
في ظلالٍ من الحرور وأَكنا | نٍ من القُرِّ جَمَّة ِ الحُجَّابِ |
عندهم كلُّ ما اشتهوْهُ من الآ | كال والأَشْرِبات والأشوابِ |
والطَّروقاتِ والمراكبِ والوِل | دانِ مثلِ الشَّوادنِ الأسرابِ |
واليَلنْجوجِ في المجامر والندِّ | ترى نشرَهُ كمثلِ الضبابِ |
والغوالي وعَنبرِ الهندِ والمس | ك على الهام واللِّحَى كالخضابِ |
ولديهم وذَائلُ الفِضَضِ البي | ضُ تباهي سبائكَ الأَذهابِ |
لم أكُن دون مالكي هذه الأم | لاكِ لو أنصفَ الزمانُ المُحابى |
أنت طَبٌّ بذاك لكن تغابيْ | تَ وحابيتَ كلَّ كابٍ ونابِ |
آتياً ما أتى الزمانُ من الظل | مِ وهاتيك منك سوطُ عذابِ |
قاتَل اللَّهُ دهرَنا أو رماهُ | باستواءٍ فقد غدا ذا انقلابِ |
يَعْلِفُ الناطقين من جَوْره الأجْ | لالَ والناهقينَ محضَ اللُّبابِ |
ثم تَلقى الحكيمَ فيه يُمالي | كلَّ وغدٍ على ذوي الآدابِ |
جانحاً في هواهُ يَحكم بالحَيْ | فِ على الأنبياء للأحزابِ |
لا يَعُدُّ الصوابَ أن تغمر الثرْ | وة َ إلا ذوي العقولِ الخرَابِ |
غيرَ مستكثرٍ كثيراً لذي الجهْ | ل وإن كان في عديد الترابِ |
وإذا ما رأى لحامِلِ علمٍ | قوتَ يومٍ رآه ذا إخصابِ |
فمتى ما رأى له قوتَ شهرٍ | عدَّهُ المُلكَ في اقتبال الشبابِ |
لا تُصَمِّمْ على عقابك إيَّا | يَ إذا أحسنَ الزمان ثوابى |
فعسى يُمْنُ ما تُنيلُ هو القا | ئِدُ نحوي مواهبَ الوَهَّابِ |
فمتى ما قَطَعْتَهُ جرَّ قطعاً | للعطايا من سائر الأصحابِ |
كم نوالٍ مباركٍ لك قد قا | د نوالاً إليَّ طوعَ الجنابِ |
وأُمورٍ تيسّرت وأمورٍ | بالمفاتيح منك والأسبابِ |
لا تُقابِلْ تَيَمُّني بك بالردْ | دّ ولا الظنَّ فيك بالإكذابِ |
فاحم أنفاً لأنْ يُعَدَّ مُرجِّي | كَ سواءً وعابدُ الأنصابِ |
واجبي أن أرى جوابيَ عُتبا | كَ فلا تجعلِ السكوتَ جوابي هص أحمدُ اللَّه حمدَ شاكرِ نُعْمَى |
قابلٍ شُكر رَبِّه غيرِ آبِ | طار قومٌ بخفَّة الوزن حتى |
لحقوا رفْعَة ً بقاب العُقابِ | ورسا الراجحون من جِلَّة ِ النا |
سِ رسوَّ الجبال ذات الهضابِ | وَلَما ذاك للئامِ بفَخْرٍ |
لا ولا ذاك للكرام بعابِ | هكذا الصخرُ راجحُ الوزنِ راسٍ |
وكذا الذرُّ شائُل الوزنِ هابِ | فليَطِرْ معشرٌ ويعلو فإني |
لا أراهم إلا بأسفل قابِ | لا أعدُّ العلوَّ منهم عُلواً |
بل طُفُوّاً يمينَ غيرِ كِذابِ | جِيفٌ أنتنت فأضحتْ على اللُّجْ |
جَة والدُّرُّ تحتها في حجابِ | وغُثاءٌ علا عُباباً من اليمْ |
مِ وغاص المَرْجانُ تحت العُبابِ | ورجالٌ تغلَّبوا بزمانٍ |
أنا فيه وفيهُم ذو اغترابِ | غلبوني به على كل حظٍّ |
غيرَ حظٍّ يفوتُ كلَّ اغتصابِ |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (ابن الرومي) . |