عجبتُ لقومٍ يقبلون مدائحي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عجبتُ لقومٍ يقبلون مدائحي | ويأَبوْن تثويبي وفي ذاك مَعْجبُ |
أشِعْرِيَ سَفسافٌ فَلِمْ يَجتبُونَهُ | وإن لا تكن هاتي فَلِمْ لا أُثوَّبُ |
حلفت بمن لو شاء سدَّ مَفاقِري | بما ليَ فيه عن ذوي اللُّؤمِ مَرْغَبُ |
فَمَا آفتي شعرٌ إليهم مُبَغَّضٌ | ولكنه منعٌ إليهم محببُ |
وأعجبُ منهم معشرٌ ليس فيهمُ | بشعري ولا شيءٍ من الشعر مُعجَبُ |
بَراذينُ ألهاها قديماً شعيرُها | عن الشِّعر تستوفي القضيمَ وتُركَبُ |
من اللائي لا تنفكّ تجري سواكِناً | بفرسانها تِلقاءَ نارٍ تَلهَّبُ |
تقومُ بفرسانٍ تَحركُ تحتها | أفانينَ فالركبان لا الظهرُ تتعبُ |
فوارسُ غاراتٍ مَطاعينُ بالقنا | قَناً لا يُرى فيهن رمحٌ مُكَعَّبُ |
وليست بأيديهم تُهَزُّ رماحُهُم | ولكن بأحْقِيهم تُهَزّ فَتُوعَبُ |
ولا رمحَ منها بالنَّجيع مُخضَّبٌ | هناك ولكن بالرَّجيع مخضبُ |
ولستَ ترى قِرناً لهم يطعنونَهُ | بل المَرْكَبُ المعلوُّ قِرنٌ ومركب |
ترى كلَّ عبدٍ منهمُ فوق ربِّه | ونيزَكُهُ الشِّبرِيُّ فيه مُغَيَّبُ |
وأعجَبُ منهم جاهلون تَعاقلوا | وكُلهمُ عمَّا يُتمَّمُ أنكبُ |
أغِثَّاءُ ما فيهم أديبٌ علمتُه | ولا قابلُ التأديب حين يؤدَّبُ |
خلا أنَّ آداباً أُعيروا حُلِيَّها | فأضحت بهم يُبكى عليها وتُندبُ |
وكم من مُعارٍ زينة ً وكأنه | إذا ما تحلَّى حَلْيَها يَتَسلبُ |
بحقهمُ أن باعدوني وقَرَّبوا | سِواي وتقريبُ المُباعَد أوجبُ |
رأى القومُ لي فضلاً يعاديه نقصُهُمْ | فمالوا إلى ذي النقص والشكلُ أقربُ |
خفافيشُ أعشاها نهارٌ بضوئه | ولاءَمَها قِطْعٌ من الليل غَيهبُ |
بهائمُ لا تُصغي إلى شَدْوِ مَعْبدٍ | وأمَّا على جافي الحُداءِ فتَطربُ |