ياأخيأين رَيْعُ ذاك الِّلقاءِ
مدة
قراءة القصيدة :
10 دقائق
.
ياأخيأين رَيْعُ ذاك الِّلقاءِ | أين ما كان بيننا من صفاءِ |
أين مصداقُ شاهدٍ كان يحكي | أنك المخلص الصحيح الإخاء |
شاهدٌما رأيت فعلك إلا | غيرما شاهدٍ له بالذكاء |
كشفت منك حاجتي هنواتٍ | غُطِّيت برهة ً بحسن اللقاءِ |
تركتني ولم أكن سَيّءَ الظن | ن أسيءُ الظنون بالأصدقاء |
قلت لما بدت لعينيَ شُنْعاً | رُبَّ شوهاءَ في حشا حسناء |
ليتني ماهتكت عنكن ستراً | فثويتُنَّ تحت ذاك الغطاء |
قلنلولا انكشافُنا ما تجلَّت | عنك ظلماء شبهة قتماءِ |
قلت أعجب بِكُنَّ من كاسفاتٍ | كاشفاتٍ غواشي الظلماء |
قد أفدتنَّني مع الخُبْر بالصا | حب أن رُبَّ كاسفٍ مُستضاءِ |
قلن أعجب بمهتدٍ يتمنَّى | أنه لم يزل على عمياء |
كنت في شُبهَة ٍفزالت بنا عن | كفأوسعتنا من الإزراء |
وتمنيت أن تكون على الحي | رة تحت العماية الطَّخياءِ |
قلت تالله ليس مثلي مَنْ ودْ | دَ ضلالاًوحيرة ً باهتداءِ |
غير أني وددت ستر صديقي | بدلاً باستفادة الأنباءِ |
قلنهذا هوى ًفعرج على الحق | ق وخلِّ الهوى لقلبٍ هواء |
ليس في الحقِّ أن تودّ لخلٍّ | أنَّهُ الدهر كامن الأدواءِ |
بل من الحقِّ أن تنقر عنهن | نَّ وإلاَّ فأنت كالبُعَداء |
إن بحث الطبيب عن داء ذي الدَّا | ء لأسُّ الشِّفاءِ قبل الشفاءِ |
دُونك الكشفَ والعتابَ فقوِّمٍ | بهما كل خلَّة ٍ عوجاءِ |
وإذا ما بدا لك العُرُّ يوماً | فتتبَّع نِقابهُ بالهناءِ |
قلتُفي ذاك موتكُنوما المو | تُ بمستعذب لدى الأحياء |
قلنما الموت بالكريه إذا كا | ن بحقٍّ فلا تزد في المراءِ |
ياأخي هبك لم تهب لي من سع | يك حظاً كسائر البخلاءِ |
أفلا كان منك ردٌّ جميلٌ | فيه للنّفس راحة ٌ من عناءِ |
أجزاءُ الصَّديق إيطاءهُ العش | وة حتّى يظلّ كالعشواءِ |
تاركاً سعيه اتكالاً على سع | يك دون الصِّحاب والشُّفعاءِ |
كالَّذي غرَّه السَّرابُ بما خي | يل حتَّى هراق مافي السِّقاءِ |
يا أبا القاسمالذي كنت أرجو | ه لدهريقطعتَ متن الرَّجاءِ |
بِكرُ حاجاتِ من يعدُّك للشِّ | دّة طوراً وتارة ً للرَّخاءِ |
نَمتَ عنها وما لمثلك عذرٌ | عند ذي نُهية ٍ على الإغفاءِ |
قسماًلو سألتُ أخرى عواناً | لتنمَّرتَ لي مع الأعداءِ |
لاأجازيك من غروركَ إيا | يَ غروراًوُقيت سُوء الجزاءِ |
بل أرى صِدْقك الحديثَوماذا | ك لبخلٍ عليك بالإغضاءِ |
أنت عينيوليس من حق عَيني | غَضُّ أجفانها على الأقذاءِ |
ما بأمثالِ ما أتيت من الأم | ر يَحُلُّ الفتى ذُرا العلياءِ |
لا ولا يكسب المحامد في النا | سولا يشتري جميلَ الثناءِ |
ليس من حل بالمحل الذي أن | ت به من سماحة أو وفاءِ |
بَذَلَ الوعدَ للأخلاَّءِ سَمحاً | وأبى بعد ذاك بذلَ الغَناءِ |
فغدا كالخلافِ يورِقُ للعي | ن ويأبى الإثمار كل الإباءِ |
ليس يرضى الصديقُ منك ببشرٍ | تحت مخبوره دَفينُ جَفاءِ |
ياأخي يا أخا الدَّماثة والرقْ | قَة والظَّرف والحجا والدهاءِ |
أتُرى الضَّربة التي هي غيبٌ | خُلْفَ خمسين ضربة ً في وحاءِ |
ثاقب الرأينافذ الفكر فيها | غير ذي فترة ولا إبطاءِ |
وتلاقيك شيعة ٌ فيظلو | ن على ظهر آلة حدباءِ |
تهزمُ الجمع أوحدياًوتلوي | بالصَّناديد أيما إلواءِ |
وتحط الرِّخاخ بعد الفرازي | ن فتزداد شدة استعلاءِ |
ربَّما هالني وحيّر عقلي | أخذك اللاَّعبين بالبأساءِ |
ورضاهم هناك بالنِّصف والرُّبْ | عِوأدنى رضاكَ في الإرباءِ |
واحتراسُ الدهاة منكوإعصا | فُكَ بالأقوياءِ والضعفاءِ |
عن تدابيرك الِّلطاف الَّلواتي | هُنَّ أخفى من مُستسرِّ الهباءِ |
بل من السِّر في ضمير مُحبٍ | أدَّبته عقوبة الإفشاءِ |
فإخالُ الذي تديرُ على القو | م حُروباً دوائرَ الأرحاءِ |
وأظُنُّ افتراسك القرن فالقر | ن منايا وشيكة الإرادءِ |
وأرى أن رقعة الأدم الأح | مرأرض عللتها بدماءِ |
غلط الناس لست تلعب بالشط | رنج لكن بأنفس اللعباءِ |
أنت جديهاوغيرك من يل | عبإن الرجال غير النساءِ |
لك مكر يدب في القومأخفى | من دبيب الغذاء في الأعضاءِ |
أودبيب الملال في مستهامي | ن إلى غاية من البغضاءِ |
أو مَسيرِ القضاء في ظلم الغي | بِ إلى من يريده بالتَّواءِ |
أو سُرى الشيب تحت ليل شبابٍ | مُسْتحيرٍفي لِمَّة سحماءِ |
دبَّ فيها لهاومنها إليها | فاكتَسَتْ لون رثَّة شَمْطاءِ |
تقتُلُ الشَّاه حيث شئت من الرُّق | عة طَبَّا بالقِتْلة النّكراءِ |
غير ما ناظرٍ بعينك في الدَّس | تِولا مُقبل على الرُّسلاءِ |
بل تراهاوأنتَ مستدبرُ الظَّه | ر بقلبٍ مُصوَّر من ذكاءِ |
ما رأينا سواك قِرناً يُولِّي | وهو يُرْدي فوارس الْهيجاءِ |
رُبَّ قَوْم رأَوْكَ رِيعُوا فقالوا | هل تكونُ العيونُ في الأقفاءِ |
والفُؤادُ الذكيُّ للمطرق المُعْ | رض عينٌ يرَى بهامن وراء |
تقرأ الدَّستَ ظاهراً فتُؤدي | ه جميعاً كأحْفظ القُرّاء |
وتُلَقَّى الصوابَ فيما سوى ذا | ك إذا جاء جائرُ الآراء |
فترى أن بُلغة ً معها الرَّا | حة ُ خيرٌ من ثَروة ٍ وشقاء |
رؤية ٌ لاخلاج فيهاولولا | ذاك لم تأبَ صحبة َ ابنِ بُغاء |
وهو موسى وصاحبُ السيف والجي | ش ورُكْنُ الخِلافة الغلباء |
بعتَه واشتريتَ عيشاً هنيئاً | رابح البيعكيِّساً في الشِّراء |
وقديماً رغبْتَ عن كل مَصْحو | بٍ من المُتْرفينَ والأمراء |
ورَفَضْتَ التِّجارة َ الجمة الرِّب | حِوما في مِراسها من جَداء |
وهَذَى العاذلونَ من جهة الِّرب | ح فخلَّيتهم وطولَ الهَذاء |
أعرضت عنهم عزائمك الصم | مبأذن سميعة صماء |
حين لم تكترث لقول أخي غش | شيرى أنه من النصحاء |
وإذا صح رأي ذي الرَّأي لم تن | ظر بعيني مشورة عوراء |
لم تبع طيب عيشة بفضول | دونها خبث عيشة كدراء |
تعب النفس والمهانة والذلْ | لَة ُ والخوف واطِّراحُ الحياء |
بل أطعت النهى ففزت بحظ | قصرت عنه فطنة الأغبياء |
راحة النفس والصيانة والعف | فة والأمن في حياء رواء |
عالما بالذي أخذت وأعطي | ت حكيما في الأخذ والإعطاء |
جهبذ العقل لا يفوتك شيء | مثله فات أعين البصراء |
غير مستنزل عن الوضح الأط | لس بالزائف الصبيح الرواء |
قائلا للمشير بالكدحمهلا | ما اجتهاد اللبيب بعد اكتفاء |
قرب الحرص مركبا لشقي | إنما الحرص مركب الأشقياء |
مرحبا بالكفاف يأتي هنيئاً | وعلى المتعبات ذيل العفاء |
ضلة لامرىء يشمر في الجم | ع لعيش مشمر للفناء |
دائبا يكنز القناطير للوا | رثوالعمر دائبا في انقضاء |
حبذا كثرة القناطير لوكا | نت لرب الكنوز كنز بقاء |
يغتدي يرحم الأسير أسيرا | جاهلا أنه من الأسراء |
لا إلى الله يذهب الحائر البا | ئر جهلا ولا إلى السراء |
يحسب الحظ كله في يديه | وهو منه على مدى الجوزاء |
ليس في آجل النعيم له حظ | ظوما ذاق عاجل النعماء |
ذلك الخائب الشقي وإن كا | ن يرى من السُّعداء |
حسب ذي إربة ورأي جلي | نظرت عينه بلا غلواء |
صحة الدين والجوارح والعر | ضوإحراز مسكة الحوباء |
تلك خير لعارف الخير مما | يجمع الناس من فضول الثراء |
ولها من ذوي الأصالة عشا | ق وليسوا بتابعي الأهواء |
ليس للمكثر المنغص عيش | إنما عيش عائش بالهناء |
يا أبا القاسم الذي ليس يخفى | عنه مكنون خطة عوصاء |
أترى كل ما ذكرت جليا | وسواه من غامض الأنحاء |
ثم يخفى عليك أني صديق | ربما عز مثله بالغلاء |
لالعمر الإله لكن تعاشي | ت بصيرا في ليلة قمراء |
بل تعاميت غير أعمى عن الحق | ق نهارا في ضحوة غراء |
ظالما لي مع الزمان الذي ابتز | ز حقوق الكرام للؤماء |
ثقلت حاجتي عليك فأضحت | وهي عبْء من فادح الأعباء |
ولها محمل خفيف ولكن | كان حظي لديك دون اللفاء |
كانَ مقدارُ حُرمَتِي بك في نَفْ | سك شيئا من تَافَهِ الأشياء |
فتوانيتوالتواني وطيء الظ | ظهر لكنه ذميم الوطاء |
كنت ممن يرى التشيع لكن | ملت في حاجتي إلى الإرجاء |
ولعمريلقد سعيت ولكنْ | نك عذرت بعد طول التواء |
فتنزه عن الرياءفتعذي | رك في السعي شعبة من رياء |
ليس يجدي عليك في طلب الحا | جات إلا ذو نية ومضاء |
ظلمت حاجتي فلاذت بحقوي | ك فأسلمتها بكف القضاء |
وقضاء الإله أحوط للنا | س من الأمهات والآباء |
غير أن اليقين أضحى مريضا | مرضا باطنا شديد الخفاء |
ما وجدت امرأ يرى أنه يو | قن إلا وفيه شوب امتراء |
لو يصح اليقين ما رغب الرا | غب إلا إلى مليك السماء |
وعسير بلوغ هاتيك جدا | تلك عليا مراتب الأنبياء |
كنت مستوحشا فأظهرت بخسا | زادني وحشة من الخلطاء |
وعزيز علي عضيك باللو | م ولكن أصبت صدري بداء |
أنت أدويت صدر خلِّك فاعذر | ه على النفث إنه كالدواء |
لاتلومن لأئماً وضع اللو | ماء في كنه موضع اللوماء |
إن تكن نفحة أصابتك من عذ | لي فعما قدحت في الأحشاء |
يا أبا بكر المشار إليه | بانقطاع القرين في الأدباء |
قد جعلناك حاكماً فاقض بالحق | قِ وما زلتَ حاكم الظرفاءِ |
تأخذ الحقَّ للمُحقِّوتنهى | عن ركوب العَداء أهلَ العداءِ |
ليس يؤتى الخصمانِ من جَنَفٍ في | ك ولا من جهالة ٍ وغباءِ |
هل ترى ما أتى أخوكَ أبو القا | سم في حاجتي بعينِ ارتضاءِ |
لي حقوقٌ عليه أصبح يلْوي | ها فَطالبهُ ليبوشك الأداءِ |
لست أعتدُّ لي عليه يداً بي | ضاءَ غيرَ المودة البيضاءِ |
تلك أو أنني أخٌ لو دعاه | لمُهمٍ أجاب أُولى الدعاءِ |
يتقاضى صديقهُ مثل ما يب | ذلُ من ذات نفسه بالسواءِ |
وأناديك عائذاًياأبا القا | سم أفديك ياعزيزَ الفداء |
قد قضينا لبانة ً من عتاب | وجميلٌ تعاتُبُ الأكفاء |
ومعَ العَتْب والعتابِ فإني | حاضرُ الصفحواسعُ الإعفاء |
ولك الوُدُّ كالذي كان من خِل | لكوالصدرُ غيرُ ذي الشّحناء |
ولك العذر مثل قافيتي في | ك اتساعاً فإنها كالفضاء |
وتأمّلْ فإنها ألِفُ المدْ | دِ لها مَدة ٌ بغيرِ انتهاء |
والذي أطلق اللسان فعاتب | تُك عدِّيكَ أوَّلَ الفهماء |
لم أخفْ منك غلطة ً حين عاتب | تُك تدعو العتابَ باسم الهجاء |
وأنا المرءُ لا أسومُ عتابي | صاحباً غيرَ صَفوة ِ الأصفياءِ |
ذا الحجا منهُمُوذا الحِلمِ والعل | مِوجهلٌ ملامة ُ الجُهَلاءِ |
إن من لام جاهلاً لطبيبٌ | يتعاطى علاج داءٍ عياء |
لستُ ممّن يظلُّ يربع باللوْ | مِ على منزلٍ خلاءٍ قواءِ |