طوَى الشَّوقَلولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
طوَى الشَّوقَلولا بارِقٌ يَتأَلَّقُ | و طيفٌ بأسبابِ الكَرى يَتَعلَّقُ |
و أملَقَهُ وَشْكُ الفِراقِفَدَمعُه | طريدُ هوى ً في صَفْحَة ِ الخَدِّ يَعلَقُ |
وَقَفْنا وتَذرافُ الدُّموعِ خَليقَة ٌ | طُبِعْنا عليهاو العَزاءُ تَخَلُّقُ |
و لمّا اعتنقْنا خِلْتُ أنَّ قلوبَنا | تَنَاجَى بأفعالِ النَّوىو هي تَخفِقُ |
هي الدَّارُ لم يُخْلِ الغَمامُ ولا الهَوى | مَعالِمَها من عَبْرَة ٍ تَتَرَقْرَقُ |
لوى عُنُقي عنها المَشيبُو قد أُرى | جَنيبَ الصِّبا فيها أخُبُّ وأُعنِقُ |
أقولُو قد راقَ العيونَ بَهاؤُها | سَقَتْكَ السَّحابُ الغُرُّ مما تُرَوِّقُ |
فلا عَيشَ إلاّ ما أفادَ بها الصِّبا ؛ | و لا وَجْدَ إلا ما أفادَ التَّفَرُّقُ |
و مَوْسُومَة ٍ كاساتُها بِفَوارسِ | من الفُرْسِ تَطْفُو في المُدامِ وتَغرَقُ |
أُقَبِّلُ منهم كلَّ شاكٍ سِلاحَه | و في يدِه سَهْمٌ إليَّ مُفَوَّقُ |
كأنَّ الحَبابَ المُستديرَ قِلادَة ٌ | عليهو تَوريدُ المُدامَة ِ يَلْمَقُ |
أَحِنُّ إليهاو الظَّلامُ مُمَسَّكٌ | و أصدُفُ عنهاو الصَّباحُ مُخَلَّقُ |
و لو لم أكنْ جارَ الأميرِ لكانَ لي | أَديمٌ بِظُفْرِ النَّائباتِ مُمَزَّقُ |
بِجُودِ أبي الهَيْجاءِ أُلبِسْتُ نِعْمَة ً | مُجدَّدَة ً تَصْفو عليَّ وتُشرِقُ |
قطعْتُ لها في الأرضِ عُقْلَ مدائحٍ | تُغَرِّبُ في أقطارِها وتُشَرِّقُ |
فلا هُوَ مَسبوقاً إلى غايَة ِ النَّدى ؛ | و لا أنا في شَأوِ المَحامِدِ أُسبَقُ |
غَمامٌمتى تَخْفِقْ لساريهِ رايَة ٌ | على الأرضِلا يُقلِعْ وفي الأرضِ مَخفَقُ |
رَفيقٌ إذا الجاني استجارَ بِعَفْوِه | و لكنَّه بالقِرْنِ لا يَتَرَفَّقُ |
حَوَتْ تَغْلِبٌ سَيفاً بهو حَوى بها | كَسمراءَ يُمضيها سِنانٌ مُذَلَّقُ |
وَ يَوْمٍ كأنَّ الشَّمْسَ فيه مَريضَة ٌ | مُرَنَّقَة ٌ ألحاظُها حينَ تَرمُقُ |
إذا اسودَّ فيه النَّقْعُأَو مَضَتِ الظُّبا | فغُودِرَ من إيماضِهاو هو أبلَقُ |
كأنَّ عِتاقَ الخَيْلِ تَنقُصُ ما التَقَتْ | بقُطريِهِ أو تَزدادُ حينَ تَفَرَّقُ |
تَوَرَّدْتَهو الحِلمُ تحتَ رِواقِه | أسيرُ الحِفاظِ المُرِّو الجَهْلُ مُطلقُ |
فَجَلَّيْتَ مِنْ ظَلمائِهو هو حالِكٌ | و وَسَّعْتَ من أَرْجائِهِو هو ضَيِّقُ |
بِضَرْبٍ كَشَقِّ الأَقحَميِّ تَرى له | جُيوبَ العَذارى في الخَدودِ تُمَزَّقُ |
و طَوَّقْتَ قَوْماً في الرِّكابِ صَنائِعاً | كأنَّهُمُ منها الحَمامُ المُطَوَّقُ |
غَرَسْتَ بها غَرْساً يُحَيِّيكَ زَهرُه | و يُدنيكَ من أثمارِهو هو مُونِقُ |
أتتْكَو قد أعْدَتْ خلالُكَ لفظَها | خِلالاًففيه من خِلالِكَ رَوْنَقُ |
مَعانٍكأَنفاسِ الرِّياحِ بِسَحْرَة ٍ | تَمُرُّ بِنُوَّارِ الرِّياضِ فتَعبَقُ |
يُقَصِّرُ عنها خاطِبٌو هو مِصقَعٌ ؛ | و يَعجَزُ عنها شاعرٌ وهو مُفْلِقُ |