يهن علاك مداها القصي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يهن علاك مداها القصي | ومجد يؤثل عنها سني |
لقد حلَّ سؤددك المرتقى ال | ذي لا يُرام إليه رقي |
وذلّ بعزمك صرفُ الزما | ن حتى أطاعك منهُ العصيّ |
ورُضتَ الحوادث ذا حنكة ٍ | فصيرت ما اعوجّ منها سوي |
وأنت عميد العُلى لم تزل | وأنت حُلاحلها الأريحي |
وقائلة ٍ رعتها خلة | أليس لك اليعمل الشِّدقمي |
وهذا ابن يحيى إلى فضله | تنضّ الركاب وتُنضي المطي |
فعش في ذراه فإن الوفود | لهم رغدُ العيش منهُ الهنيّ |
جنابٌ مريع لوارده | بوادٍ خصيبٍ وشربٍ رويّ |
فلما تيممتهُ قاصداً | تكنفني منهُ جود سنيّ |
وقابلني البدرُ من وجههِ | وناطقني مصقعٌ هبرزي |
تحار العقول بألفاظه | فيرتدُّ غُفلاً لديه الدهيّ |
وقورٌ يراع لهُ هيبة | لذيذُ الفكاهة عذبٌ شهيّ |
كأنّ تألق آرائه | سنا البرق يفترُّ عنهُ الحبيّ |
يشفّ العيونَ بايماضها | كأنَّ القضاءَ لديه نجيّ |
إذا ما انتضى العزمُ أقلامهُ | تذلل طوعاً لهُ السمهريّ |
ولم يُنجِ منهنَّ حدّ الظبى | ولا الزَّغفُ والزّرد التبعي |
فتلك اليراعُ اللواتي لها | شباة ٌ يفضُّ بها السابري |
يُشبُّ بأطرافهن الوغى | فتُضحي وللهام فيها هُويّ |
يزينُ المهارقَ من كتُبهِ | كما فوف البردُ الأتحمي |
كنورِ الحديقة ِ في روضة ٍ | تتابع وسميّها والوليّ |
تروقُ العيون بأزهارها | وتبسمُ عن نشرها العنبري |
فحين تفيأتُ أظلالها | ظللتُ وبالي لديه رخيّ |
بحال قعدتُ بها عاطلاً | فصيغ لها من نداه الحُليّ |
فتى يفعل المكرماتِ الجسام | ويسترهنَّ بطرفٍ حنيّ |
ولما صفا ليَ ريقُ الحياة ِ | وساغ لي العذبُ منه المريّ |
بذلتُ حدائقَ شكري لهُ | وأتبعت فيهنَّ مداحاً جنيّ |
فقلتُ الذي رام مسعى أبي | حسين لقد خابَ سعياً بطي |
إذا هو خودعَ عن مالهِ | تخادعَ وهو النبيه الدريّ |
منحتك عذراءَ زُفّت إليك | كما ازدلفت للبناء الهديّ |
إذا ما ثنى التيه أعطافها | تضوّع من نشرها المندليّ |
فقد قصَّر المدحُ عن شكر من | أطاع لهُ الدهر قسراً أبي |
تمل العلى ما بدا كوكب | وما أعقب الليلَ صبحٌ ذكيّ |