في التراب
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وقفتُ | فهذي الأرض الرخوة لا تحملني | وقفتُ | الأرض الرخوة ترخي تربتها وتسوخ | تسوخ تسوخ وتهملني | من يمشي فوق الرخو بلا خوفٍ | قال تعال | ستمشي من غير مخاف فوق الرخو وفوق الماء | ستمشي | أنت الشيء الموغل في المعجز والمدهش | أنت الشيء الشارد من شبح الأشكال المألوفة | تمشي فوق الرخو | تقدم فتململت | تقدم فتلفت | أخذت بيدي تعال تعال | الجزء الرخو من الأرض بلاد هجرتها الشمس | فطل عليها | أنظر فتقدمت | حملت الخطوة من كبدي | ووضعت الخطوة في كبدي | وتقدمت | صار الرخو قوياً | صار الرخو صخورا تحت القدمين العاريتين | ومد الرخو يديه | تثاقل قال تعال | أنقذني | هات الشمس | تكلم عني | باركني بالدم تجيء الشمس | تحيل الطمي السائل صلبا | هات أصهرني حولني جلمودا | ترتاح حوافر خيل الشمس عليه | أخبطني بالقدمين الضاريتين أصير | أنظر فرأيت الأفق الرخو يخر على قدمي يصلي | يركع يتضرع | ماذا ما هذا | كدت أردت ولا تسأل | أدخل في رخو الكون دخلت | وكان الريش النائم يسعفني في الوقت | يهدهد أسئلتي ويحرضها ويعارضها | الريش النائم لا يسهو لا يهملني | فمددت يدي ملأت الكف برخو الأرض | وصافحت الجزء الرخو من الكون | فضج الفرح الخالق في أوردة الأرض | سمعت الفرح المخلوق | كفى فكففت | فتحت الكف تعال تعال.* | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم حداد) .