دمي طللٌ بينَ الطلولِ بحاجرِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
دمي طللٌ بينَ الطلولِ بحاجرِ | فلاَ تعجبوا منْ عبرة ٍ بمحاجري |
و خلوا فؤادي يستبيدُ فراقهمْ | غراماً يرى ما بينَ ناسٍ وذاكرِ |
فذكري خييماتِ الأباطحِ لمْ يزل | تهيجُ لقلبي وجدَ مجنونِ عامرِ |
و ما الحبُّ إلا لوعة ٌ وصبابة ٌ | تذيبُ ومهجورٌ يحنُّ لهاجرِ |
و خلِّ الهوى العذرى ينمُّ بهِ الفتى | بخلعِ عذارِ الحبِّ منْ غيرِ عاذرِ |
عسى نسمة ٌ منْ سفحِ نجدٍ تهبُّ لي | بريحِ الخزامى والبشامِ النواضرِ |
و تشرحُ لي حالَ الفريق~ فربما | أزاحتْ بذكرى منجدٍ وجدَ غائر |
للهِعيشٌبالحمى سمحتْبهِ | شحاحُ الغواني في المغاني الدوائرِ |
ليالي سرقناهنَّ منْ زمنٍ مضتْ | بهِ غفلاتُ العيشِ منْ شعبِ هاجرِ |
أما والذيحجَّالخلائقُبيتهُ | رجالاً وركباناً على كلِّ ضامرِ |
و منْ طافَ تعظيماً وهرولَ ساعياً | و كررَّ أذكارَ الصفا والمشاعرِ |
لأستعطفنَّ الوصلَ منكمْ على النوى | بلوعة ِ قلبٍ أوْ بعبرة ِ ناظرِ |
فما برحتْ مرضى الرياحِ تنمُّ عنْ | قديمِ غرامَ في خفيِّ ضمائري |
و يومٍكظلِّالرمحِخلفتُطولهُ | ورائيَ واستقبلتُ ليلة َ ساهرِ |
أشيمُ بروقاً منْ غويرِ تهامة ِ | و أخرى بنجدٍ نصبَ تلكَ الغوائرِ |
و تنظرُ عيني نورَ شمسِ جلالهِ | قبالَ قبا تجلو دياجي الدياجرِ |
شعاعٌ تسامى منْ ضريحِ محمدٍ | و أشرقَ منهُ طالعاتُ البشائرِ |
هوَ الرحمة ُ المهداة ُ للخلقِ حبذا | كريمُ السجايا خيرُ بادٍ وحاضرِ |
أليسَ انشقاقُ البدرِ معجزة ً لهُ | و ظلُّ غمامِ الجوِّ عندَ الهواجرِ |
و سجدة ُ أجمالٍ وسجدة ُ ظبية ٍ | و حنة ِ جذعٍ من هشيمِ المنابر |
و تسبيحُ حصباءَ اليمينِ يمينهُ | و فيضُ زلالِ الماءِ يومَ العساكرِ |
و إخبارُ عضوَ الشاة ِ أني مسممٌ | فتباً لأفعالِ اليهود الأصاغرِ |
و يومَ دعا الأشجارَ منْ غيرِ حاجة ٍ | سعتْ نحوَ خيرِ الخلقِ سعى َ مبادرِ |
و أشبعَ يومَ الخندقِ الجيشَ كلهُ | بصاعِ شعيرٍ كانَ في بيتِ جابرِ |
و في ثمدٍ أهوى َ بسهمٍ فلمْيزلْ | يجيشُ لهمْ بالريِّ منْ غيرِ حافرِ |
و مسرى َ رسولِ اللهِ منْ بطنِ مكة ٍ | إلى المسجدِ الأقصى َ كلمحة ِ ناظرِ |
فأمَّ بها الأملاكَ والرسلَ وانثنى | إلى الملإِ الأعلى بقدرة ِ قادرِ |
و سارَ بهِ جبريلُ في سمرِ الرضا | و بشرَ منْ أهلِ السما كلَّ سامرِ |
و زجَّ بهِ في النورِ حتى إذا انتهى | إلى موقفٍ ما فيهِ نهجٌ لسائرِ |
أشاَر إليهِ اللهُ بالبشرِ فانثنى َ | يخوضُ بحارَ النورِ خوضَ مباشرِ |
مشاهدُ لمْ توطأْ بأخمصِ غيرهِ | و آثارُ تخصيصِ على َ كلِّ آثرِ |
و بيداءُ نورٍ وحدهُ جازَ جنحهاَ | على َ قدمٍ ساعٍ إلى َ الخيرِ طاهرِ |
فلما دنا منْ قابَ قوسينِ رفعة ً | و ألبسهُ الرحمنُ تاجَ المفاخرِ |
سقاهُ بكأسِ الحبِ منْ فوقِ عرشهِ | سلافة َ قربٍ لا سلافة َ عاصرِ |
و بوأهُ فوقَ النبيينَ رتبة ً | تحاشى َ بها عنْ مشبهٍ ومناظرِ |
و شفعهُ في المذنبينَ وزادهُ | خصائصَ أخرى َ لا تعدُّ لحاصرِ |
غداة َ لواءُ الحمدِ والكوثرُ الذي | يوافيهِ ظامى الوردِ ريا المصادرِ |
إليكَ شفيعَ المذنبينَ مدائحاً | مؤلفة ًتزرى بنظمِ الجواهرِ |
أتيتكَ يا شمسَ الهدى متشفعاً | بها لأخي في اللهِ أعني الحصاورى |
سميكَ يا مولايَ أثقلَ ظهرهُ | بفعلِ المناهي واجتنابِ الأوامرِ |
فكنْ منْ جميعِ النائباتِ حمى ً لهُ | و عاملهُ بالحسنى َ وواصلْ وناصرِ |
أزحْ محنَ الدارينِ بالعطفِ منكَ عنْ | مؤلفها عبدِ الرحيمِ المهاجري ِ |
وأتممْلنا النعمى َ على ذيقرابة ٍ | و صحبٍ وأشياخٍ وجارٍ مجاورِ |
و صلى َ عليكَ اللهُ ما هبتِ الصبا | و ماجنَّ رعدٌ في عريضِ المواطرِ |
صلاة ً إذا خصتكَ عمتْ بنورها | بقية َأصحابٍو آلٍأخايرِ |